فرات الرحيل – الرقة
يضطر محمد، للذهاب مسافة 22 كم، من قريته (أبو سوسة) إلى بلدة الكرامة شرقي الرقة، لتلقي العلاج في المركز الطبي هناك.
يقول محمد الشيخ (44 عاماً) إن قريته والقرى المجاورة، تفتقر لجميع مقومات الحياة، ويضطرون في غالب الأحيان للتوجه إلى بلدة الكرامة لتسيير الأمور الخدمية وغيرها.
وتعاني قرى في البادية الواقعة شمالي بلدة الكرامة، وتتبع لها إدارياً، “إهمالاً” من الناحية الخدمية والطبية، حيث تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بحسب سكانها.
يشير “الشيخ” إلى أن أقرب مركز طبي لهم، هو مركز الكرامة الطبي، حيث يتجنبون في غالب الأحيان أخذ مرضى الحالات البسيطة إلى المركز، كونه “بعيد جداً عن القرية”.
كما يواجهون صعوبة في نقل الحالات الإسعافية، وبشكل خاص، الأشخاص الذين لا يمتلكون آليات توصلهم للمكان الذي يقصدونه.
ويعاني حامد الحمد (33 عاماً) من سكان قرية أبو توثة شمالي بلدة الكرامة، من ذات المشكلة، وهي عدم وجود مراكز خدمية وطبية تخدّم القرى البعيدة التابعة لبلدة الكرامة.

يقول لنورث برس، إن وضع الخدمات في قرى البادية “يرثى له” من كافة النواحي، حيث لا توجد مدارس للتعليم، ورغم تقديمهم لعدة شكاوى للجنة التربية والتعليم، لكن دون جدوى.
“أرسلوا معلماً واحداً للقرية بأكملها، والتي تحتوي 34 طالب/ة، وبعدها بشهر واحد فقط سحبوه من القرية، لم نرَ معلمين لتدريس الأطفال”، يقول “الحمد”.
يضطر غالبية السكان لإرسال أطفالهم، إما لبلدة الكرامة أو إلى المدينة لدى أقاربهم في الفصل الدراسي لتلقي التعليم هناك.
كما أن عدد سكان القرى كبير، ويحق افتتاح مدارس لهم، حيث يبلغ عدد سكان قرية أبو توثة 140 عائلة، وهي أصغر قرى البادية التابعة لبلدة الكرامة، والتي يصفها السكان بـ”المهملة”.
وبإحصائية تقريبية، يبلغ عدد سكان قرى البادية الست، نحو 1100 عائلة، ويطالبون بمعلمين لتعليم أطفالهم، حيث توجد مدارس مسبقة الصنع في البعض منها، لكنها دون معلمين، وكذلك الالتفات لواقع حياة السكان والنهوض بواقعهم الخدمي.
ويستصعب علي الخالد (47 عاماً،) من سكان قرية القادسية، اصطحاب عائلته معه للأسواق في بلدة الكرامة، أو غيرها من الأماكن، إذ لا توجد لديه آلية للوصول إلى المكان الذي يقصده، بينما يستقل دراجته النارية للتنقل بها من مكان لآخر، لتسيير أموره الشخصية وأعماله اليومية.
ويقول لنورث برس، إنهم في قرى البادية “مهمشين” من كل النواحي، “حتى من خدمة البلدية بجمع النفايات من قراهم”، والتي تُعد أبسط حق من حقوقهم.
ويضيف أن الطرقات مملوءة بالحفر و”سيئة للغاية”، قدموا عدة طلبات لتعبيدها، “لكن دون جدوى”.
وتفتقر القرى الستة للكثير من الأمور، من مراكز طبية، وخدمات البلدية، ومجلس شعب لتلقي شكاوى السكان، ومحطة مياه، حيث يعتمدون على قنوات الري لجلب مياه الشرب.