انتقادات شعبية على أضخم مشروع خدمي في شمال شرقي سوريا

كوباني – فتاح عيسى/جهاد نبو – NPA

انتقد أهالي مدينة كوباني/عين العرب المتضررين من تنفيذ مشروع “مجرى السيل”، والذي يعتبر أضخم مشروع خدمي ينفذ في شمال شرقي سوريا، بسبب تأخّر بلدية المدينة إبلاغ المواطنين بضرورة إخلاء المنازل وهدمها لاستكمال تنفيذ المشروع.

يذكر أن مدينة كوباني (على الحدود التركية السورية) تعرضت لسيول وفيضانات كان أغزرها في 12 أيار/مايو 2018 أدت لتهدم أكثر من /30/ منزلاً، وتضرّر أكثر من /50/ آخر أغلبهم في حي “بوطان غربي”، بحسب بلدية الشعب حينها.

وكانت بلدية المدينة أقرّت بتأخّرها في تبليغ الأهالي المتضررين من مشروع مجرى السيل، الذي تنفذه البلدية بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في إقليم الجزيرة (أقصى شمال شرقي سوريا).

كما أعلن المشروع الذي يعتبر من أكبر المشاريع في المنطقة، و الذي طرحته بلدية كوباني بميزانية الإدارة الذاتية، شواغر لفرص عمل كبيرة بين أهالي المدينة، حيث يعمل في المشروع أكثر من /120/ عامل بمختلف الورشات الصناعية.

المواطن، مصطفى عيسى، الذي يعيش مع أفراد عائلته بمنزله، ويؤمن قوته اليومي من محله التجاري، سيضطر للتخلي عن منزله ومحله التجاري خلال شهر واحد، لاستكمال تنفيذ المشروع بعد تعويضه عن الضرر الذي أصابه من قبل البلدية.

و يؤكد عيسى لوكالة “نورث بريس” أن الأرض التي قام ببناء العقار عليها اشتراها قبل /35/ عاماً، وأنه تم وضع صفة “المشتل” على العقار بحسب مخطط البلدية، ورغم أن العقار كان موجوداً قبل عام 2014 ، إلا أن الطوابق الثلاثة انهارت بسبب الحرب.

ويضيف عيسى أنه قام بترخيص البناء في العقار بعد عودته من النزوح، أي بعد طرد مسلحي تنظيم “الدولة” من المدينة، لكن البلدية أبلغتهم بشكل مفاجئ على ضرورة إخلاء المنزل خلال شهر للاستمرار في تنفيذ مشروعهم، مشيراً أنه كان يجب على البلدية إبلاغهم قبل أربعة أشهر على الأقل، كي يستطيعوا إيجاد حل لمشكلتهم.

كما يقول المواطن السوري، أن مبلغ التعويض لم يكن عادلاً لهم، وأن الأراضي التي تم منحها لهم تقل قيمتها كثيراً عن عقارهم. 

وأفاد الرئيس المشارك لبلدية الشعب في كوباني/عين العرب فارس عطي لوكالة “نورث بريس” أن سبب تأخرهم “إبلاغ الأهالي الذين ستهدم أبنيهم ومنازلهم يعود للموافقة الفجائية (من قبل اللجنة المالية في الإدارة على الميزانية المخصصة) على المشروع الذي يبلغ تكلفته في المرحلة الأولى نحو /2/ مليون دولار أي ما يبلغ مليار ليرة سورية”.

وأوضح عطي أن هناك أربعة منازل واقعة على مجرى السيل تم تعويضهم للبدء بإزالة مبانيهم ومنازلهم، مشيراً إلى أن تلك المنازل والأبنية بنيت في منطقة مخالفات (حزام أخضر-حديقة).

وأشار المسؤول الأوّل في بدلة كوباني، أنهم اعتمدوا في تنفيذ المشروع على الإدارة الذاتية، كون الموازنة الخاصة بالبلدية لا تكفي للقيام بمثل هذه المشاريع، مضيفاً أن المرحلة الأولى من المشروع تمتد بطول /3.5/ كيلومتر، بداية من مدرسة الأيتام (دار الأيتام) وانتهاءً بحي “كانيا كوردان”.

وأكد رئيس البلدية، أنه تم تنفيذ /60/ بالمئة من أعمال الحفريات، و/30/ بالمئة من أعمال الباطون، مشيراً إلى أن في المرحلة الأخيرة في المشروع تتضمن بناء سد في “كانيا كوردان” شرق المدينة لتخزين نحو /60/ مليار ليتر من المياه للاستفادة منها في الري.

إلى ذلك انتقد المواطن عبد السلام شيخو، صاحب مخزن جوان في حي الصناعة، بطء تنفيذ المشروع الذي تسبب بقطع الطرقات الرئيسية في المدينة ما تسبب بأزمة مواصلات وخاصة بالنسبة للمقيمين والعاملين في “حي الصناعة”.

وانتقد شيخو أيضاً، عدم وضع البلدية والجهة المنفذة للمشروع لوحات وإشارات قرب أماكن تنفيذ المشروع، الأمر الذي تسبب بمشاكل إضافية للمواطنين.

بدوره، أكد المهندس نايف جمال خللي، المشرف على تنفيذ المشروع، أنه لا يوجد أي تأخير في تنفيذ المشروع مشيراً إلى /75/ عامل يعمل في ورشات النجارة، و/15/عامل لحل مشاكل متعلقة بالبنى التحتية، ويتم تنفيذ المشروع من جهتين داخل المدينةً.

وأوضح خللي، أن مشكلة إغلاق الطرقات سببها أنه “لا يمكن ردم صب الباطون والمرور فوقها قبل 28 يوماً، مما سبب ازدحام في المدينة، ولن يفتح طريق الصناعة لبعد أسبوع”.

وأكد خللي، أن المشروع يعتبر الأول من نوعه على مستوى شمال وشرق سوريا من حيث التكلفة والطول، مشيراً إلى أن البدء بالمشروع تم في 24 شباط/فبراير 2019 وسيستمر لنحو أربعة أشهر. 

وأضاف خللي أن المرحلة الثانية من المشروع “يتضمن مجرى بطول /6/ كم بتكلفة /2/ مليون دولار في الخط الغربي، فيما يتضمن المرحلة الثالثة منه بناء سد يتسع لـ /60/ مليون متر مكعب من المياه لاستفادة منها في الزراعة”.