ساعتا وصل يومياً.. واقع الكهرباء “متردٍ” في الرقة

فرات الرحيل – الرقة

يضطر أحمد لشراء قالب ثلج يومياً، لتبريد مياه الشرب في منزله، إذ أن “البراد” لديه لا يعمل، ولا يجمّد المياه لقلة ساعات وصل الكهرباء.

أحمد الخالد (37 عاماً)، من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، يشتري يومياً قالب ثلج بـ 9 آلاف ليرة، وهو ما يرتب عليه مصاريف طائلة على مدار الشهر في ظل صعوبات اقتصادية يعاني منها غالبية السكان.

يشتكي سكان ريف الرقة الشرقي، شمالي سوريا، من قلة ساعات وصل الكهرباء وانقطاعها لفترات طويلة تصل أحياناً إلى 22 ساعة قطع يومياً، ويفاقم معاناتهم عدم قدرة الكثير منهم على الاستعانة ببدائل الكهرباء لارتفاع تكلفتها.

يهرب “الخالد” في الظهيرة إلى ظلال الأشجار المزروعة في “حوشه”، لعدم قدرته على الجلوس في الغرف لارتفاع درجة الحرارة فيها، الأمر الذي يهدد صحة أطفاله، خاصة في ظل تعرض سوريا لموجات حر شديدة.

ويضيف أن حالته المادية لا تسمح له بتركيب منظومة طاقة شمسية أو شراء مولدة، لارتفاع تكاليفها، فالطاقة البديلة (الشمسية) تحتاج في الحد الأدنى لـ 700 دولار، بينما المولدة ستحتاج للمحروقات وهي باهظة الثمن عدا عن سعرها الذي سيشتريها به.

وتأثرت الكهرباء بانخفاض مستوى المياه، بعد حبسها من قبل تركيا منذ شباط/ فبراير عام 2020، إذ وصل منسوب الفرات لمستويات تهدد بخروج السدود عن الخدمة “بشكل كامل”.

ويعاني عايد العبدالله (48 عاماً) من سكان بلدة الحمرات شرقي الرقة، من ذات المشكلة، ويقول إن الكهرباء لا تأتي سوى ساعتين في اليوم.

ويستاء الرجل من توقيت وصل الكهرباء، والذي لا يسمح لهم بالاستفادة منها، فهي غالباً ما تأتي في وقت متأخر من الليل.

وكحال سابقه، يشتري الرجل قالب الثلج بـ 9 آلاف ليرة، وفي الوقت ذاته يعاني من صعوبات اقتصادية بتأمين مصاريف عائلته، يقول “العبد الله” إنهم قدموا عدة شكاوى لمديرية الطاقة، وكان الرد أن منسوب السد متدنٍ.

وانخفض إنتاج سد الحرية في بلدة المنصورة من ٧٥ ميغا واط / الساعة إلى ١٤ ميغا واط/ بالساعة بسبب قلة الوارد المائي من تركيا، بحسب ما قاله  أحمد أوسو، مدير سد الحرية في بلدة المنصورة جنوب غرب الرقة في وقتٍ سابق لنورث برس.

وأضاف أن قلة الوارد المائي من تركيا أثر بشكل كبير على سد الفرات في الطبقة والذي أثر بدوره على سد الحرية (المنصورة).

 وفي وقت سابق قال عماد عبيد وهو مسؤول في إدارة سدود شمال وشرق سوريا، إنهم استنزفوا 3.5 مليار متر مكعب من المخزون الاستراتيجي لبحيرة سد الفرات، حتى وصل منسوب بحيرته إلى 10.5 مليار متر مكعب من أصل 14.5 متر مكعب، نتيجة قلة الوارد المائي من تركيا.

ويستاء باسل الخليل (31 عاماً) من سكان قرية البيدر التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، من واقع الكهرباء في قريته، ويصفه بـ “المتردي جداً”.

كما أن الرجل، يجد بشراء قوالب الثلج بمبالغ طائلة تفوق قدرته، في ظل عجزه ايضاً عن شراء وسائل طاقة بديلة، ويأمل بزيادة ساعات وصل الكهرباء أو توصيلها في ساعات ذروة الحرارة في الظهيرة.

تحرير: أحمد عثمان