انقلاب في النيجر يصطدم بإدانة دولية

غرفة الأخبار – نورث برس

قال عسكريّون في النيجر، إنهم أطاحوا برئيس البلاد، وأعلنوا في التلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، أنهم وضعوا حداً للحكومة بسبب تدهور الوضع الأمني في الدولة الأفريقية، فيما واجهت الأحداث على الفور إدانة دولية.

وطوقت عناصر من الحرس الرئاسي في النيجر الدولة الواقعة غربي إفريقيا، القصر الرئاسي، واحتجزوا الرئيس محمد بازوم، ولم يكن هناك أي مؤشر فوري على ما إذا كان التمرد مدعوماً من أجزاء أخرى من الجيش.

وقالت المجموعة الانقلابية إن جميع المؤسسات عُلقت وإن قوات الأمن تدير الوضع، وحثوا الدول الإقليمية على عدم التدخل.

 ولم يتضح مكان وجود الرئيس وقت الإعلان أو ما إذا كان قد استقال.

وقال العقيد في سلاح الجو النيجري “أمادو عبد الرحمن” في شريط فيديو الإعلان عن الانقلاب: “هذا نتيجة التدهور المستمر للوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف وهو جالس خلف طاولة أمام تسعة ضباط آخرين، أن الحدود الجوية والبرية أغلقت وفُرض حظر تجول إلى أن يستقر الوضع.

وقالت المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم “المجلس الوطني لحماية البلاد”، إنها لا تزال ملتزمة بانخراطها مع المجتمع الدولي والوطني.

في وقت سابق الأربعاء، أفادت تغريدة من حساب رئاسة النيجر أن عناصر من وحدة حراسة النخبة شاركوا في “مظاهرة مناهضة للجمهوريين” وحاولوا دون جدوى الحصول على دعم من قوات الأمن الأخرى.

وقالت إن بازوم وعائلته بحالة جيدة، لكن جيش النيجر والحرس الوطني “مستعدون للهجوم” إذا لم يتراجع المشاركون في العملية.

ووصفت مفوضيات الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا، الأحداث بأنها محاولة لإقالة بازوم الذي انتخب رئيساً قبل عامين في أول انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.

وشهدت الدولتان الأفريقيتان، مالي وبوركينا فاسو، أربعة انقلابات منذ عام 2020 ، وكلاهما تم اجتياحهما من قبل متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ولا يستبعد مراقبون أن تدخل البلاد في فوضى وتظهر فيها التنظيمات المتشددة كما حال بعض الدول الأفريقية الأخرى.

إدانة دولية

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن بلاده تدين التمرد ضد رئيس النيجر وأن فريقه على اتصال وثيق بالمسؤولين في فرنسا وأفريقيا.

وأضاف بلينكن أنه تحدث مع بازوم يوم الأربعاء، قائلاً إنه “أوضح تأييده بقوة بصفته الرئيس المنتخب ديمقراطياً للبلاد”.

وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي تحدث إلى بازوم بعد الظهر للتعبير عن “دعمه وتضامنه الكاملين”، إدانة شديدة للمتمردين في وقت متأخر من يوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم غوتيريش ستيفان دوجاريك، إنه “منزعج بشدة من اعتقال الرئيس محمد بازوم وهو قلق على سلامته”.

وأضاف المتحدث أن غوتيريش دعا إلى الإفراج الفوري عن بازوم دون أي شروط ودعا إلى “وقف فوري لجميع الأعمال التي تقوض المبادئ الديمقراطية في النيجر”.

كما أعربت حكومة فرنسا عن قلقها وحثت الجماعة العسمرية على تغيير المسار، مشيرةً إلى أن إدارة بازوم جعلت النيجر شريكاً غربياً رئيسياً في الحرب ضد التطرف في منطقة الساحل بأفريقيا.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض: “ندين بشدة أي جهد لاعتقال أو تخريب عمل حكومة النيجر المنتخبة ديمقراطيا بقيادة الرئيس بازوم”.

وحث على وجه التحديد عناصر الحرس الرئاسي على إطلاق سراح الرئيس بازوم من الاعتقال، والامتناع عن العنف.

وقبل الإعلان عن الأحداث، نزل مئات الأشخاص إلى شوارع نيامي عاصمة النيجر، ورددوا هتافات “لا انقلاب” أثناء مسيرة دعماً للرئيس المنقلب عليه.

وأدت جولات إطلاق النار المتعددة التي بدا أنها جاءت من القصر الرئاسي إلى تفريق المتظاهرين.

إعداد وتحرير: هوزان زبير