خضروات صيفية على نهر الخابور لكنها عطشى!

سامر ياسين – تل تمر

يتحسر سليمان على محصوله من الخضروات الصيفية العطشى، والتي باتت ذابلة من نقص المياه في أرضه الواقعة على ضفة نهر الخابور في تل تمر شمالي الحسكة.

يعتمد سليمان الطرخو (40 عاماً) وهو مزارع من بلدة تل تمر، على مياه نهر الخابور بشكل رئيسي في ري أرضه، وكان قد زرع أكثر من 25 دونماً من الخضروات الصيفية المتنوعة والقطن هذا العام.

يقول “الطرخو” لـنورث برس: “نحن نعتمد بشكل رئيسي على مياه نهر الخابور الذي بات جافاً تماماً الآن، وكان الأمل كله عليه بعد الفيضانات والأمطار التي حصلت بداية الموسم الصيفي”.

ويضيف: “لكن بعد وصولنا إلى نصف الموسم جف نهر الخابور بشكل تام، ما أثر بشكل كبير علينا. محصولي يموت أمامي ولا أستطيع أن أفعل أي شيء”.

مصدر رزق

ويدخل نهر الخابور في منطقة تل تمر من قسمها الشمالي الغربي وتقع على ضفتيه أكثر من 40 قرية سكانها بشكل رئيسي يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق، وليس هناك أي وسيلة أخرى لري الأراضي سوى مياه هذا النهر.

وزرع “الطرخو” خضروات صيفية كالطماطم والخيار والكوسا والفليفلة وأنواع أخرى، منها للتجارة ومنها لتأمين القوت اليومي للبلدة، ولكن الآن بات المزارعون الذين يعتمدون على نهر الخابور “مكسورين الظهر”، حسب ما قاله بلهجته العامية.

ويشتكي المزارع من “تقصير” بلدية الشعب في تل تمر، حيث طلب المزارعون “الباكر”، وهو (آلية ثقيلة للحفر)، أكثر من مرة لحفر حفرة بالقرب من الأراضي لتركن فيها المياه المتبقية من النهر، ولكنها لم تستجب لمطالب المزارعين، “بحثنا عن آليات أخرى خاصة للحفر ولكن دون جدوى”.

خسارة بالملايين

يملك حسين شيخ علي (47 عاماً) وهو مزارع في بلدة تل تمر، أرضاً مساحتها 20 دونماً على ضفة نهر الخابور، كان قد زرعها بمادة القطن وقسم منها بالخضروات الصيفية أيضاً.

“شيخ علي” قال لنورث برس: “نحن لا نملك الآبار ولا مصادر أخرى للمياه سوى هذا النهر، والآن لم يتبقَّ منه سوى بعض المستنقعات التي من الممكن أن تروي لمدة ساعة أو ساعتين فقط”.

ويضيف: “كل دونم من الأرض كلفني أكثر من 500 ألف ليرة سورية، أي أرضي كلفتني مبلغاً تجاوز ال14 مليون ليرة سورية، وأشعر بالإحباط واليأس التام”.

في حين تستمر تركيا منذ شباط/ فبراير عام 2020، بحبس تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، وسط تحذيرات إقليمية وعالمية من حدوث كارثة صحية وزراعية في المنطقة.

ويشدد مزارعون، التقت بهم نورث برس، على أن “الخسارة حتى هذه اللحظة تجاوزت ال60%، وإذا استمر هذا الجفاف بدون حل سوف نخسر 100% من الموسم كله”.

وفي تصريح سابق لمدير قسم الموارد المائية في دائرة الزراعة، ببلدة تل تمر، محمد كليب، لنورث برس، قال إن “هناك أكثر من 15 ألف دونم من الأراضي الزراعية تروى فقط من مياه هذا النهر”.

وحذّر “كليب” من جفاف النهر، “الأمر الذي سينعكس سلباً على الحالة الزراعية والوضع المعيشي للمزارعين  في تل تمر وريفها”.

تحرير: تيسير محمد