أجور متدنية وفرص عمل قليلة.. البطالة تنتشر في الرقة
فرات الرحيل – الرقة
زار عزيز غالبية ورشات البناء، ومحال مختلفة، والمنطقة الصناعية أيضاً، بحثاً عن عمل إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
عزيز التايه (21 عاماً) من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، عاطل عن العمل بسبب قلة الفرص، رغم أنه يحتاج ذلك لتأمين مستقبله، إلا أن الأوضاع لا تتيحه له.
بات الشاب متيقناً بضرورة الهجرة، لكن عدم امتلاكه تكلفة الطريق والتي تفوق 10 آلاف دولار أمريكي، تقف عائقاً أمامه.
يعاني شبان في الرقة، شمالي سوريا، من قلة فرص العمل، وارتفاع نسبة البطالة بين أوساطهم، بسبب قلة المشاريع الاقتصادية في المنطقة.
ويشتكي “التايه “من قلة فرص العمل، بالإضافة لقلة الأجور، ويقول إن العمل غير متوفر، وإذا ما توفر فإن الأجور متدنية، إذ تتراوح بين 15، و40 ألف في الحد الأقصى لها، وتلك القيمة في حدها الأعلى لا تصل إلى 4 دولارات، لا تكفي لمصاريف شخص واحد من مواصلات وثمن غذاء في العمل.
ويأمل الشاب بالهجرة، لذا توجه لأقاربه لمساعدته في الوصول إلى أوروبا.
والبطالة هي ظاهرة اقتصادية تشكل عائقاً كبيراً أمام الشبان الراغبين بالعمل، خاصة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الذي وصل إلى 13600 ليرة.
كحال سابقه، بحث أحمد الشيخ (20عاماً)، من سكان قرية حمرة بلاسم شرقي الرقة، عن عمل لكنه لم يُوفق بالحصول عليه، وبات يؤمن بفكرة الهجرة خارج سوريا.
يتساءل الشاب كيف له أن يؤمن مستقبله بأجر شهري لا يتجاوز 20 ألف ليرة (أي أقل من دولارين)، في حين يبلغ الحد الأدنى لمعدل الفقر 1.9 دولار للفرد الواحد بحسب الأمم المتحدة.
ويرى “الشيخ” أن قلة فرص العمل والبطالة وتدني الأجور، أسباب مباشرة لانتشار السرقات في المنطقة، بالإضافة للجوء إلى المتاجرة بالممنوعات والترويج لها.
ويعجز محمد المطر (33 عاماً)، وهو من سكان بلدة الجديدة شرقي الرقة، عن تأمين ثمن الدواء لطفلته المصابة بضمور دماغي، وتوقف عن شراء الدواء لها منذ نحو عام، إذ بات تأمين الطعام لأسرته أولوية.
لا يوجد لدى “المطر” عمل دائم يؤمن فيه مستلزمات عائلته، لذا فإن معارفه وأصحاب المحال التجارية، ممن كان يستدين منهم توقفوا عن ذلك بسبب عدم قدرته على إيفاء المبالغ المترتبة عليه.
ويطالب شبان في الرقة، الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تأمين فرص عمل لهم، بافتتاح مشاريع اقتصادية في المنطقة، تسهم بعزوف الشباب عن الهجرة وسلوك طرق “التهريب”.