حولت غرفة من منزلها لمشغل خياطة.. لاجئة سورية في أربيل تعيل زوجها وطفلها
سهى كامل ـ أربيل
حوّلت غرفة من منزلها الصغير، إلى مشغل خياطة، فلم يكن لديها خيار آخر، لإعالة زوجها المريض وطفلها المصاب بمتلازمة دوان، إنها قصة اللاجئة السورية “خديجة عمر” التي تسكن في مخيم “قوشتبه” في أربيل بإقليم كردستان العراق.
ومنذ بداية الحرب في سوريا، في العام 2011 لجأت العديد من العائلات السورية إلى إقليم كردستان العراق، خلال رحلة اللجوء، بدأت النساء السوريات بمساعدة أزواجهن، فدخلن سوق العمل، حيث يمتلئ سوق المخيم بالنساء العاملات في الحياكة وبيع المواد الغذائية والخدمات وغيرها.
انتقلت خديجة مع عائلتها من سوريا إلى أربيل، منذ نحو عشر سنوات، وجدت نفسها داخل خيمة صغيرة مع زوج يعاني من إعاقة جسدية في قَدمه اليمنى، فبدأت العمل في مشغل خياطة داخل المخيم، إلى أن تحسّنت أحوال العائلة وانتقلت من الخيمة إلى منزل متواضع مؤلف من غرفتين ومطبخ.
كافحت اللاجئة السورية، لتأمين المصروف اليومي لزوجها وطفلتيها، لكنها منذ خمس سنوات، أنجبت طفلاً مصاباً بمتلازمة دوان، فازدادت الأعباء المادية عليها، ولم يعد ما تجنيه من مشغل الخياطة يكفي العائلة، فحّولت غرفة من منزلها إلى محل خياطة.

تقول “عمر” لنورث برس: “أعمل في المنزل، أحيك الملابس لنساء المخيم، الجواكيت والفساتين والسترات واللباس الكردي، كل ما يطلبونه، أجلس خلف آلة الخياطة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، لأجني المال لعائلتي، فأنا الوحيدة القادرة على العمل”.
يعاني طفلها من مرض في القلب، فبعد أن أكمل شهره الثالث، أخبر الأطباء عائلته أنه مصاب بمتلازمة داون، ولديه ثقب في القلب أيضاً، “عندما سمعت ذلك، ازداد إصراري على العمل، كنت أريد أن أحمي عائلتي من الجوع، فاستدنت مبلغاً من المال واشتريت آلة خياطة”.
ترى “عمر” أن العمل أفضل حل للنساء خلال رحلة اللجوء، فـ”مصادر المساعدات شبه معدومة، والأرزاق مقطوعة. عائلتي في سوريا لا يمكنها مساعدتي، ليس لدي من يدعمني سوى عملي، لذلك لم أتوقف عن الحياكة منذ قدومي إلى المخيم، من خلال عملي أستطيع تأمين الطعام لعائلتي، والدواء لزوجي وابني المريض”.