“لوين بدنا نوصل ما بنعرف”.. سكان في القامشلي يتذمرون من الوضع الاقتصادي
دلسوز يوسف ـ القامشلي
تحت لهيب أشعة الشمس التي تجاوزت درجتها الـ40 مئوية، وبعد أن رأى أن مدخوله يتضاءل تدريجياً من عمله في الآيس كريم، ضمن سوق شعبي بمدينة القامشلي، يتذمر حسين من تهاوي قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.
يقول حسين هليل، (25 عاماً) ويعمل إلى جانب والده في بيع الآيس كريم، لإعالة أسرتهما المؤلفة من سبعة أفراد، لنورث برس: “أجني يومياً ما بين 40 – 50 ألف ليرة، وهي لم تعد تساوي شيئاً أمام هذا الغلاء”.
فانهيار الليرة جعلت قدرة “هليل” الشرائية معدومة، “سابقاً كنا نشتري الفروج في الأسبوع مرة، الآن بالكاد نشتريه مرة في الشهر وأحياناً لا”.
وشهدت الليرة السورية انهياراً كبيراً خلال الأسبوع الأخير، لتتجاوز الـ 13 ألف ليرة لقاء دولار أمريكي واحد في السوق السوداء.
وفي متجره للمواد الغذائية في الحي الغربي للقامشلي، يقف عبدالجبار العباسي، شاكياً تدهور الوضع الاقتصادي الذي أثر على القدرة الشرائية للسكان.
ويقول صاحب المتجر لنورث برس: “تراجعت حركة البيع كثيراً بسبب ارتفاع الدولار بفارق خمسة آلاف ليرة تقريباً خلال الأيام الماضية”.
الأسعار وفق صرف الدولار لم تتغير، لكن الانهيار التاريخي لليرة السورية أدى إلى تأزم الوضع، فـ”راتب الموظف السوري يعادل 7 دولار فقط حالياً، حيث يحتاج يومياً لـ 100 ألف ليرة متوسطياً، هذا الامر ينطبق على رواتب موظفي الإدارة الذاتية، الذين يستلمون متوسطياً ما بين الـ 500 ألف والمليون ليرة (اقل من 100 دولار)، وعليه فإن الموظف بات يحتاج إلى 300 دولار شهرياً حتى يستطيع العيش”.
وباتت هذه الأزمة حديث الشارع بعدما وجد العاملون في القطاع العام أن رواتبهم بالكاد تساوي شراء 2 كيلو غرام من اللحوم، وسط مطالبات بإيجاد حلول لتحسين الواقع المعيشي.
والاثنين الماضي، عقد مجلس الشعب في دمشق، اجتماعاً استثنائياً لدراسة ومناقشة الواقع الاقتصادي وسعر صرف الليرة السورية، لكن الاجتماع انتهى دون إيجاد حلول لهذه الأزمة.
ويشير “العباسي”، أن زبائنه يقصدون متجره لكن غالباً يخرجون دون شراء أي شيء لارتفاع أسعار السلع، فـ”عدم استقرار الدولار يؤثر على عملنا فنحن أيضاً نتكبد خسائر فتتراكم الديون علينا كما أن أغلب المحلات أغلقت أبوابها بسبب هذا الغلاء”.
وتشهد أسعار السلع ارتفاعاً تدريجياً بشكل يومي، زاد منه رفع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أسعار الوقود والخبز.
ويشدد أصحاب متاجر في القامشلي، على أن الكثير من السكان عزفوا على شراء اللحوم والكثير من الأساسيات واقتصار عمليات الشراء على ما هو ضروري، معبرين عن خشيتهم أن تتجه الأوضاع لأسوأ مما هي عليه الآن.
وفي سوق الأحد الشعبي بالقامشلي، يشير محمد حرتوش الذي يعمل على بسطة للخضار والفاكهة، إلى أنه بالكاد يجني 50 ألف ليرة يومياً، ويتساءل “فكيف سأعيش أنا وأسرتي الآن؟”.
يضيف “حرتوش” لنورث برس: “الشعب لم يعد بمقدوره تحمل الغلاء الفاحش لأسعار السلع، المعيشة صارت كتير صعبة والوضع مأساوي”. وتساءل: “لوين بدنا نوصل ما بنعرف؟”.