تجدد الصدام الغربي الروسي حول المساعدات الأممية إلى سوريا

دمشق – نورث برس

حملت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا “النظام السوري” وروسيا مسؤولية تجويع الملايين في سوريا برفضهما تمديد تفويض عبور المساعدات بشكل مستقل، بينما تصر موسكو أن يكون آلية العبور بالتنسيق مع دمشق.

وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، في إحاطتها خلال جلسة أمس الاثنين، إن “روسيا شنت حرب على الإمدادات الغذائية في العالم، الأمر الذي تترتب عليه عواقب وخيمة (..)  خاصة على الناس في سوريا”.

واعتبرت غرينفيلد إعلان “نظام الأسد” السماح للأمم المتحدة بتسليم المساعدات عبر باب الهوى يقر بالحاجة إلى المساعدة عبر الحدود. لكنه يتضمن قيوداً غير مقبولة من شأنها أن تعرقل الإغاثة وتعرض العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة، للخطر.

ورفضت المندوبة الأميركية الشروط والمطالب “غير المقبولة” التي تفرضها دمشق فيما يتعلق بآلية العبور، داعيةً إلى استقلالية العمليات والتعامل مع جميع الأطراف على الأرض.

وشددت غرينفيلد على ضرورة استمرار الأمم المتحدة في تشغيل محاور الاستجابة خارج المناطق التي يسيطر عليها النظام دون تدخل الأخير في ترتيبات الوصول بين الأمم المتحدة والسلطات المحلية في المناطق غير الخاضعة لسيطرته، فضلاً عن منح الوصول لأطول فترة ممكنة.

من جهتها قالت المندوبة البريطانية لدى المجلس باربرا وودوارد، إنه على الرغم من إعلان دمشق بأنها منحت تصاريح الأمم المتحدة، فإن الشروط التي وضعتها تجعل القيام بذلك “غير آمن”، بل أن الشروط غير صالحة للعمل وغير قابلة للتطبيق وتقوض عمل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ونزاهته واستقلاليته، بحسب قولها.

وشددت المبعوثة البريطانية على أن “الحقائق على الأرض”، لا تدعم رواية روسيا وسوريا بأنهما مدفوعة باعتبارات إنسانية بحتة.

وقالت إن بلادها تدعم المناقشات الجارية بين الأمم المتحدة وسوريا لرفع شروطها والسماح بتدفق المساعدات.

وانضمت فرنسا إلى الاعتقاد البريطاني والأميركي في مسألة تدفق المساعدات إلى سوريا بالقول إن “الاستجابة الإنسانية يجب ألا تحل محل تسوية سياسية”.

وقال الممثل الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، إن العودة إلى الاستقرار في سوريا والمنطقة لن تكون ممكنة إلا من خلال حل يلبي تطلعات جميع السوريين.

وقال دي ريفيير إنه “لا يمكن تصور أي تطبيع أو إعادة بناء أو رفع للعقوبات في غياب انتقال سياسي في إطار القرار 2254.”

وفي إشارة إلى الدور الروسي، قالب المندوب الفرنسي إن روسيا أنهت التفويض الممنوح للأمم المتحدة للمشاركة في أنشطة الإنعاش المبكر، بينما تؤكد فرنسا دعمها الكامل للوساطة التي يقودها غير بيدرسن، وتدعو جميع اللاعبين إلى دعم أسلوبه التدريجي.

وفيما انهالت على روسيا الانتقادات بشأن دعم دمشق لفرض سياساتها على الشؤون الانسانية، قال الممثل الروسي ديمتري بوليانسكي، في رده، إن الأمم المتحدة تمتلك جميع الأدوات اللازمة لاستئناف المساعدة الإنسانية عبر حاجز باب الهوى على الحدود بين تركيا وسوريا، ولا يلزم اتخاذ قرارات إضافية من مجلس الأمن الدولي لهذا الغرض.

ودعا المندوب الروسي إلى تنفيذ المساعدات الإنسانية الدولية لشعب سوريا بنفس الطريقة كما في حالة البلدان الأخرى بإذن وبالتنسيق الوثيق مع الحكومة المعترف بها دولياً، في إشارة إلى دمشق.

وتطالب دمشق بأن تكون آلية العبور بالتنسيق معها من خلال وكالتها المتمثلة بالهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر وقد جاء ذلك في بلاغ لها موجه إلى الأمم المتحدة بتاريخ 13 تموز/ يوليو الجاري، أي بعد أيام من فشل تمديد التفويض.

وحذر بوليانسكي من أن يتماشى عمل مكتب مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مع مصالح الدول الغربية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير