بعد كسادها في الموسم الماضي.. مساحات الذرة الصفراء تتراجع بالرقة

فرات الرحيل – الرقة

لم يزرع أحمد أرضه بالذرة الصفراء خلال الموسم الصيفي، نظراً لتكلفتها الطائلة، وخوفه من تكرار سيناريو الموسم الماضي بعد تعرضه لخسارة “كبيرة”. 

أحمد الصايل (39 عاماً) مزارع من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة، يقول إن مخاوفه من كساد الذرة الصفراء دفعه للعزوف عن زراعتها هذا العام.

وتعرّض مزارعو الذرة الصفراء لخسارة “فادحة” خلال الموسم الماضي، لعدم استلامها من قبل الإدارة الذاتية، ما كبد المزارعين جهوداً كبيرة لتجفيف محصولهم حيث لجأوا  إلى وسائل بدائية لتجفيفها على الطرقات العامة.

زرع “الصايل” في الموسم الماضي، 13 دونماً بالذرة الصفراء، التي انتشرت زراعتها بشكل كبير، وذلك أثّر على ثمنها، واضطر المزارع لبيعها بثمن “قليل” لم يغطِ تكاليف الإنتاج.

يصف المزارع الذرة الصفراء بـ “الخسارة”، نتيجة التكاليف العالية التي تتطلبها، وبيعه لمحصوله بـ 190 دولاراً للطن الواحد، حيث أنتجت أرضه 4 أطنان، في حين يكلف الدونم الواحد منها أكثر من 100 دولار أميركي.

ويُعرف عن الذرة الصفراء؛ بأنها سريعة الإنتاج على عكس المحاصيل الأخرى، حيث يمكن لأصحابها جني المحصول ثلاث مرات في ظرف ثلاثة أشهر من زراعتها.

وتبدأ زراعة الذرة، في منتصف حزيران/ يونيو، حتى نهاية أيلول/ سبتمبر، وتعتبر من المحاصيل الاستراتيجية بعد القمح والقطن، وتستخدم في صناعة الزيت النباتي ومواد غذائية، لكن تبدل الحال بعد امتناع الإدارة الذاتية عن استلام المحصول.

كما أن هناك مخاوف أخرى دفعت “الصايل” للعزوف عن زراعة الذرة الصفراء، حيث يتخوف الرجل من قلة المياه في ظل تدني منسوب نهر الفرات.

لذا لجا لزراعة “جبس البزر”، والذي لن يحتاج الكثير من المياه، كما أن تكاليف زراعته قليلة مقارنة بالذرة.

وزرع محمد الحمد (43 عاماً) وهو مزارع من بلدة الكجلة التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، أرضه البالغة 20 دونماً بـ “جبس البزر”، بعد خسارة تعرض لها الموسم الماضي خلال موسم الذرة الصفراء.

وفي الموسم الماضي اضطر المزارع لبيع محصوله بـ”الدين” لمدة ستة أشهر، لتحقيق سعر أعلى بقليل من “النقدي”.

وخوفاً من تعرضهم لخسائر، لجأ مزارعون بريف الرقة لزراعات تكثيفية أخرى كـ فول الصويا، وعين الشمس والسمسم وغيرها.

ومع بدء موسم حصاد الذرة في الموسم الماضي، أصدرت الإدارة الذاتية قراراً يقضي بالسماح بتصدير محصول الذرة الصفراء من كافة المعابر، وتركت للمزارعين حرية التوريد لمجففات الذرة في مناطقها.

وكحال سابقه، عانى رحيل الحجي (47 عاماً) ببلدة الجديدة شرقي الرقة، من السعر المتدنٍ لمحصوله من الذرة، ويحمّل الإدارة الذاتية مسؤولية ذلك، إذ أن امتناعها عن شراء المحصول فتح المجال لاحتكار التجار وتحكمهم بالأسعار.

لكن رغم ذلك، زرع “الحجي” أرضه بالذرة الصفراء، نظراً لوفرة إنتاجها، وقلة الإقبال على زراعتها هذا العام.

لكن المخاوف من انقطاع الري عن أرضه يثير مخاوفه، إذ تحتاج الذرة لمياه وفيرة، ويرويها المزارعون نحو 10 ريات خلال الموسم.

تحرير: أحمد عثمان