منظمة حقوقية تصدر تقريراً حول انتهاكات حقوق السكن والأراضي والملكية في عفرين

القامشلي – نورث برس

أصدرت منظمة حقوقية، الاثنين، تقريراً موثقاً بشهادات 90 شخصاً من السكان الأصليين يوضح انتهاكات فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا في مدينة عفرين بعد العام 2018  فيما يخص (السكن والأراضي والملكية).

وقالت منظمة (بيل) الحقوقية العاملة في سوريا في بداية تقريرها، إن “فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا مارست أنماطاً عدة من انتهاكات حقوق الإنسان بحق السكان الأصليين في منطقة عفرين بدأت مع عملية غصن الزيتون العسكرية عام 2018، ولا زالت مستمرة وفقاً للتقارير الدورية للجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصّة بسوريا”.

وأردفت “وتُعتبر انتهاكات حقوق السكن والأراضي والملكية وتلك المرتبطة بها السّمة الأبرز لهذه الانتهاكات في منطقة عفرين”.

وأظهر التقرير 90 شهادة موثقة مع مهجرين ومهجرات من سكان عفرين (الكرد) ممن تعرضت ممتلكاتهم للسلب أو التدمير على يد عناصر من فصائل المعارضة المسلحة ومن قبل القوات التركية نفسها التي تسيطر على المنطقة.

وأوضح أن هناك أشكالٍ متعددة من الاعتداءات على الملكيات، تتصف بمنهجيتها واستهدافها الواسع النطاق للسكان على أساس “إثني تمييزي”، منها استهداف وتدمير ممتلكات أفراد مدنيين غير مشاركين في أيّة أعمال قتالية، والاستيلاء على منازل وممتلكات خاصّة لمدنيين ومصادرتها بشكل تعسفي.

وأضاف التقرير أن قسماً من الشهود واجه صعوبة بمعرفة اسم الفصيل الذي استولى على أملاكه والتي بلغت (47 حالة) أكدها الشهود الـ 90.

وذكر بأن قسم من الشهود (الضحايا) تمكّن من تحديد الجهة المسؤولة عن الانتهاك، فكانت الانتهاكات موزعة على الشكل الآتي وبحسب الجهة الفاعلة، حيث قامت “فرقة الحمزة” بـ 10 حالات انتهاك، و“أحرار الشرقية” في 7 حالات، و“الجبهة الشامية” في 6 حالات، و“الجيش التركي” في 5 حالات.

كما قام فصيل “أحرار الشام” بـ 3 حالات انتهاك، و“الشرطة العسكرية” بـ 3 حالات، و“فرقة السلطان سليمان شاه” بـ 3 حالات، و”فيلق الشام” حالتين، و“لواء السلطان مراد” حالتين، و“الجيش الوطني السوري” حالتين، و“الشعيطات” حالة واحدة، و“صقور الشمال” حالة واحدة، و“لواء المعتصم” حالة واحدة، و”ثوار حماة” حالة واحدة.

أما في الحالات المتبقية التي تم توثيقها قالت الضحايا، إنّ “الجهات الفاعلة التي قامت بالانتهاك هي فصائل من الجيش الحر أو المرتزقة من القوات التابعة لتركيا على حد تعبيرهم، ولكنّهم لم يتمكنوا من تحديد اسم الفصيل بالضّبط”.

وأفاد التقرير أنه خلال المقابلات مع الشهود تم توثيق تدمير أكثر من 18 منزلاً بشكل كلي أو جزئي خلال العملية العسكرية، حيث شاهدوها بأعينهم خلال القصف الصاروخي والقصف الجوي بسلاخ الطيران.

كما وثق التقرير من خلال شهادات الشهود، قيام الفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا من الاستيلاء على 124 منزل سكني و42 محضر عقار ومحل تجاري، والاستيلاء على 13 سيارة خاصة و9 جرارات وآليات زراعية و20 دراجة نارية و10 آليات معامل صناعية.

وتطرق التقرير إلى عمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية للسكان وأشجارها المثمرة أو قطعها بشكل جائر وغير قانوني، كأشجار الزيتون والتي تعتبر مصدر رزق لسكان المنطقة، بالإضافة إلى نهب محاصيلهم الزراعية وحرمانهم منها من قبل تلك الفصائل.

واستطاع التقرير استناداً إلى إفادات الشهود من توثيق الاستيلاء على 37856 شجرة زيتون، و9340 شجرة فاكهة وكروم والاستيلاء على 245 رأس ماشية ونهب 653 تنكة زيت زيتون، و3 أطنان من صابون زيت الغار.

كما أشارت إفادات الشهود الموثقة إلى اقتلاع أكثر من 2764 شجرة مثمرة وخرق 270 شجرة مثمرة أخرى وجميعها يعود لهؤلاء الشهود (الضحايا) وعائلاتهم.

إعداد وتحرير: سعد اليازجي