دعم طبي قليل ووسائل تبريد معدومة.. حال سكان مخيمات منبج

فادي الحسين – منبج

في جو شديد الحرارة، تبحث زكية عن بقعه تحت سقف خيمتها المهترئة لم تخترقها الشمس “الحارقة”، والتي تقيم فيها دون وسيلة للتبريد.

فتلجأ المرأة لرش الأرضية بالمياه علّها تسهم بتخفيض درجة الحرارة، لكن دون جدوى، فسرعان ما تسقط الشمس التي هربت منها، على رأسها أو أجزاء من جسمها.

وتعاني المسنة من الحرّ الشديد داخل خيمتها المهترئة في مخيم منبج الشرقي القديم، حيث تفتقر لأي وسيلة تبريد تقيها لهيب الصيف، ودون أن تشرب ماء بارداً يطفئ عطشها.

لا وسائل تبريد

تشتكي زكية العبد الله (64 عاماً)، نازحة من منطقة مسكنة وتقطن في مخيم منبج الشرقي القديم، وأقرانها، من انعدام وسائل التبريد “بشكل نهائي”.

بالإضافة لنقص حاد بالمستلزمات الطبية بمستوصف المخيم، وهي غير قادرة على شراء الأدوية الضرورية لعلاجها من خارج المخيم بسبب سوء أحوالهم المادية.

ويشتكي نازحون في مخيم منبج الشرقي القديم، من نقص حاد في المستلزمات الطبية داخل مستوصف المخيم، وانعدام وسائل التبريد والمستلزمات الصيفية.

ولم تُبدّل خيام النازحين في مخيمات منبج منذ قرابة الثلاثة أعوام، ولم يتم تقديم مستلزمات الصيف من مرواح وبطاريات وألواح طاقة شمسية، كانت تقدمها إحدى المنظمات الإنسانية في منبج، تقول المسنة.

ومنذ عام 2017، نزح غالبية سكان منطقتي مسكنة ودير حافر الواقعتين بريف حلب الشرقي والجنوبي الشرقي إلى منبج، بعد سيطرة قوات الحكومة السورية عليها، على خلفية معارك خاضتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية” داعش”.

تناشد “العبد الله”، بتقديم كافة المساعدات لسكان المخيم من خيم ووسائل تبريد وتأمين المستلزمات الطبية في مستوصف المخيم.

ذات المعاناة لدى فطومة الصالح (67 عاماً)، وهي نازحة من منطقة دير حافر وتقيم في مخيم منبج الشرقي القديم، هي الأخرى تشتكي سوء أوضاعهم داخل المخيم وخاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

في الصيف.. أمراض وأوبئة

تقول فطومة لنورث برس، إن الأطفال في المخيم يعانون من الأمراض بسبب شدة الحرارة، حيث تعرض العديد منهم للإصابة بحالات إسهال شديدة، وأن معاناة سكان المخيم تزداد بسبب قلة الدعم المقدم من ناحية الخيم والإسفنج والمواد الغذائية.

وفي الخامس عشر من آذار/ مارس عام 2018، أُنشأ مخيم منبج الشرقي القديم في قرية الرّسم الأخضر، 10 كيلومتر جنوب شرقي مركز مدينة منبج.

تضيف المسنة، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تكاثرت الحشرات بالقرب من الحمامات، وجلبت معها الكثير من الأمراض التي أصابت سكان المخيم، وسط افتقار مستوصف المخيم للأدوية الضرورية لعلاج بعض الامراض.

وتطالب “الصالح” المنظمات الإنسانية بدعم سكان المخيم بالأدوية والمستلزمات الطبية وخاصة للأطفال.

ويقطن في المخيم الشرقي الجديد 625 عائلة بعدد 3395 شخصاً من منطقتي مسكنة ودير حافر، فيما يضم المخيم الشرقي القديم 387 عائلة بعدد 1795 شخصاً.

ومنذ انقطاع الدعم عن مخيمه، لم يستطع محمد الشيخ (39 عاماً)، وهو نازح من منطقة مسكنة ويسكن في مخيم منبج الشرقي القديم، شراء “شادر” جديد لخيمته، ولا حتى مراوح أو وسائل التبريد لعجزه عن ذلك.

يقول الرجل إن وسائل التبريد من مراوح ومكيفات باهظة الثمن، ولا قدرة لديه على شرائها نتيجة صعوبات معيشية يعاني منها، تزيدها سوءاً قلة فرص العمل وتراجع دعم المنظمات الإنسانية للنازحين.

حال “مأساوي”

يعجز نازحون وسكاناً عن تأمين الكثير من احتياجاتهم، بعد تدهور كبير ضرب قيمة العملة المحلية، إذ تجاوزت حاجز الـ 11 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد.

ويقول “الشيخ” إن جزءاً من الأدوية متوفرة في مستوصف المخيم، والجزء الآخر يضطر النازحون لشرائه من خارج المستوصف، لذا فإن أغلبهم يضطر لاستدانة مبلغ من المال لجلب الدواء من الخارج.

ويطالب الرجل، بتأمين مستلزمات الصيف ووسائل التبريد بالإضافة لخيم جديدة ودعم مستوصف المخيم بالأدوية وتأمين الرعاية الصحية الكاملة للنازحين.

وتتزايد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة في ظل ما تعانيه المخيمات من أوضاع “مأساوية”، نتيجة تقاعس المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة عن تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، والذي فاقمه انسحاب منظمات إنسانية.

تحرير: أحمد عثمان