تهريب زيت الزيتون في درعا.. تجارٌ مستفيدون وسكان خاسرون

مؤيد الأشقر ـ درعا

اضطر  حاتم لشراء تنكة زيت واحدة بدلاً من شراء 5 تنكات كالأعوام السابقة، للارتفاع  المستمر في سعره بعد تهريبه إلى دول الجوار.

ويتذمر حاتم الحمصي، (اسم مستعار لأحد سكان ريف درعا الشرقي)، من تهريب  زيت الزيتون إلى مناطق الجوار، فالخاسر الأكبر من هذه العملية هم السكان، “لأن الكثير ليس لديهم مزارع ومحصول زيت زيتون، مما يدفعهم إلى شراء مونتهم من الزيت كل عام من المزارعين أو التجار”.

وشهدت أسعار زيت الزيتون في محافظة درعا بورصة حقيقية، فبالإضافة لتأثرها بسعر صرف الدولار، زاد تهريبه للدول المجاورة من سعره،  حيث وصل سعر التنكة الواحدة إلى أكثر من 600 ألف ليرة سورية.

وفي حال استمر ارتفاع سعر الزيت فسيلجأ “الحمصي” لشرائه بـ”الكيلوغرام بدلاً من التنكة”، وبذلك “نضطر للاستغناء عن المونة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من زيت الزيتون”.

وشهدت درعا مؤخراً، قطع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون بسبب تراجع المحصول، وزيادة تكاليف العناية به في ظل الغياب الواضح لدور مديرية الزراعة التابعة للحكومة في مساعدة المزارعين، ما ينذر بشح كبير في مادة زيت الزيتون خلال المواسم القادمة.

ويتحسر مراد قطيش، (اسم مستعار لأحد المزارعين في مدينة درعا)، على استعجاله في بيع الزيت الموجود لديه، فبعد فتح طرق التهريب إلى الأردن والعراق ارتفع سعر زيت الزيتون وزاد الطلب عليه.

وكان “قطيش”، قد باع كمية الزيت التي يملكها خوفاً من تراجعٍ في الأسعار.

ويقول “قطيش” لنورث برس: “يجب أن يكون طريق التهريب موجوداً مع بداية الموسم وليس بعد أشهر من نهايته، لأن المزارع مضطر إلى بيع قسم من محصوله لتغطية نفقات ري الزيتون وقطافه وعصره”.

ويضيف أنه من مصلحة المزارع وجود طرق لتهريب الزيت إلى الخارج لبيع محصوله بأسعار مرتفعة، بينما البيع في الأسواق المحلية يتطلب انتظار وقت طويل وبيع المحصول على دفعات وقد يكون الدفع متأخراً.

وبرر أنس العايدي، (43 عاماً) اسم مستعار لأحد العاملين في تهريب الزيت إلى دول الجوار، ارتفاع سعر زيت الزيتون  إلى هذا الحد، لزيادة الطلب عليه بنسبة 100 بالمئة.

وجاءت رغبة الأردنيين في شراء زيت الزيتون السوري لأنه ذو جودة أفضل من الأردني، ومذاقهُ أطيب، وتكلفته أقل حتى بعد ارتفاع سعره بسبب تهريبه.

وتصل سعر تنكة الزيت في الأردن إلى 60 دينار أردني ما يقارب 950 ألف ليرة سورية، بينما تنكة الزيت السوري تصل إلى ما يقارب من 50 دينار أردني.

تحرير: تيسير محمد