ملعب الرقة: من سجنٍ للتعذيب إلى ملعب اختتمت فيه بطولة فراتية

الرقة-  مصطفى الخليل – رامان علي – NPA
شهدت مدينة الرقة، أمس الجمعة، مباراة بين الفرق الرياضية المحلية بالشمال السوري في نهائي إحدى البطولات الرياضية المحلية لكرة القدم على أرضية الملعب البلدي, الذي كان سجناً وميداناً للإعدامات الجماعية في فترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
المباراة التي جرت ضمن إطار بطولة “ابطال إقليم الفرات” بين فريقي قوى الأمن الداخلي من الرقة والفرات من كوباني/عين العرب, انتهت بثلاثة أهداف لفريق الفرات مقابل هدفين للأمن الداخلي.
عودة الحياة للملعب
عملت هيئة الرياضة والشباب التابعة لمجلس الرقة المدني في تشرين الأول/أكتوبر 2018 على تسوية أرضية المعلب وإعادة تأهيله حيث كان قد تضرر بشكل كبير نتيجة العمليات العسكرية التي شهدها عام 2017, إذ استُهدفت أطرافه بالغارات الجوية من قبل التحالف الدولي لكونه آخر المواقع التي تحصن فيه التنظيم.
حوّل التنظيم, بعد سيطرته على كامل محافظة الرقة عام 2014, الملعب البلدي إلى نقطة أمنية (النقطة 11) وصفت بـ”المرعبة” من قبل سكان الرقة، وكانت تقام على أرضية الملعب عمليات الإعدام مثل الذبح والرمي بالرصاص إلى جانب عمليات التعذيب القاسية.
يقول رئيس هيئة الشباب والرياضة بمجلس سوريا الديمقراطية (المدعوم من قبل التحالف الدولي), محمود بشير, في إشارة منه لتحسن الأوضاع المدنية في الرقة “لملعب الرقة البلدي تاريخ مظلم بسبب التعذيب الذي مارسه التنظيم بحق الرياضيين والأهالي في الملعب, فيما تقام على أرضيته في هذه الأيام مباريات تضم أطياف المجتمع”.
ولوحظت نقلة نوعية بمدينة الرقة في الفترة الأخيرة قياساً بفترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ تشكلت مجالس مدنية وهيئات شبابية لتنظيم العمل الرياضي ودعمه، إلى جانب قيام مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية بتأهيل بعض الملاعب الرياضية، وتشكيل الفرق الرياضية، وإقامة الأنشطة والفعاليات الرياضية.
ومن جانبه يستذكر أحمد سباكة، أحد مشجعي فريق الأمن الداخلي, حالة الملعب القديمة قائلاً “كان في حالة يرثى لها” ويشير إلى فرحته بتحسن الوضع الرياضي في الرقة.
ومن جانبه يقول المشجع عماد الطه، من أهالي الحمزات بالريف الشرقي للرقة، بأنه جاء لتشجيع فريق قوى الأمن الداخلي وإن الفعاليات الرياضية كانت  ” ضعيفة في الرقة قبل دخول قوات سوريا الديمقراطية “.
وأشار إلى منع تنظيم “الدولة الإسلامية” متابعة الرياضة حتى من خلال التلفزيون والإنترنت، بسبب اعتبارها محظورة حسب قراراتهم.
ويعتبر الملعب البلدي الذي افتتح عام 2006 أحد أكبر الملاعب في منطقة الرقة ويستوعب /20/ ألف متفرجاً، كان مخصصاً لتدريبات نادي الشباب والذي يلعب في دوري الدرجة الثانية السوري, وكان يعرف بالملعب الأسود نسبة لجدرانه السوداء.