سوريا في النصف الأول من تموز
شهدت سوريا في النصف الأول من تموز/ يوليو الجاري، انخفاضاً في حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان بنسبة 3%, كما انخفضت حدة التصعيد بين أطراف النزاع بنسبة 61% وذلك بالاعتماد على الزيادة الحاصلة في حصيلة الهجمات بين أطراف النزاع, وتراجعت نسبة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بمقدار 20%, بينما ارتفعت حصيلة الاعتقالات بنسبة 38%, وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات التي سجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس ومقارنتها مع الفترة الزمنية ذاتها من حزيران/ يونيو الفائت.
يتطرق التقرير نصف الشهري، لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثيقها منذ بداية الشهر الجاري، بالاعتماد على معلومات حصل عليها القسم من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية, ويتضمن حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع من قتل وخطف وتعذيب واعتقال تعسفي بالإضافة إلى القصف العشوائي وكذلك نشاط تنظيم “داعش”.
وسجل القسم في النصف الأول من هذا الشهر, سقوط 258 ضحية بين مدني وعسكري، قتل منهم 125 شخصاً وأصيب 133, وتوزعت حصيلة الضحايا على المدن التالية, حيث سجلت مدينة درعا أكبر حصيلة ضحايا إذ بلغ عددهم 51 شخصاً تليها مدينة حلب 39 شخصاً ثم ديرالزور 33 شخصاً, وإدلب 31 شخصاً, والحسكة 25 شخصاً, ريف حلب الشمالي 22 شخصاً, الرقة 15 شخصاً, وفي حماة 13 شخصاً, واللاذقية 11 شخصاً, وحمص 9 أشخاص, القامشلي 3 أشخاص, وفي كل من السويداء وكوباني شخصين, أما في كل من دمشق وطرطوس سجل مقتل شخص واحد.
وبلغت حصيلة الضحايا المدنيين من المجموع 158مدنياً, إذ قضى منهم 67 شخصاً بينهم 8 أطفال و11 سيدة، وأصيب 91 آخرون، بينهم 13 طفلاً و8 سيدات, معظم الأشخاص قتلوا وأصيبوا بطرق خارج نطاق القضاء وعلى يد مجهولين وعسكريين ينتمون لأحد أطراف النزاع، وذلك بسبب غياب المسائلة والرقابة وزيادة الفلتان الأمني وإمكانية الإفلات من العقاب.
أما الضحايا العسكريين بلغ عددهم من المجموع، 100عنصراً, قتل منهم 58 وأصيب 42, وتتوزع الحصيلة في مناطق سيطرة القوى الأربع. ففي صفوف القوات الحكومية قتل 23 شخصاً وأصيب 12 آخرون, وقضى 6 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية, كما قتل 6 من عناصر هيئة تحرير الشام وأصيب 10 آخرون, وقتل 13 من عناصر فصائل المعارضة وأصيب 9 آخرون. كما قتل 8 من عناصر الفصائل من جنسيات غير سورية، وأصيب 10 آخرون، ومن المجموعات المحلية المسلحة في درعا قتل 2 وأصيب آخر, وعلى خلاف الأشهر الماضية التي قضى فيها العسكريون وأصيبوا بسبب القصف فإن معظمهم خلال النصف الأول من تموز/يوليو قضوا وأصيبوا نتيجة للاستهدافات المباشرة والاشتباكات.
ومن حصيلة الضحايا المسجلة، 21 شخصاً قضوا وأصيبوا بسبب مخلفات الحرب, حيث فقد 10 أشخاص حياتهم بينهم 1سيدة و1 رجل و8 عسكريين, وأصيب 11 آخرين بينهم 1 طفل و4 رجال و6 عسكريين.
وانخفضت حصيلة القصف بين أطراف النزاع وعدد ضحاياه بنسبة 61%, حيث تعرض 16 موقعاً للقوات الحكومية للقصف، 15منها من قبل هيئة تحرير الشام، والأخير من قبل إسرائيل. بينما استهدفت الحكومة 33 موقعاً لهيئة تحرير الشام، وأيضاً استهدفت 13 موقعاً للمعارضة الموالية لتركيا، من بينها قاعدة تركية في ريف حلب الشمالي. وقصفت القوات التركية 18 مواقعاً في شمال شرقي سوريا بـ 44 ضربة, قضى فيها رجل وسيدة وعسكري، وأصيب 12 آخرون بينهم 1 سيدة و2 طفل.
وارتفعت نسبة الاعتقالات مقارنة مع الفترة ذاتها من حزيران/ يونيو الماضي، بنسبة 38%, إذ اعتقل 204 أشخاص في سوريا, 90 منهم اعتقلتهم هيئة تحرير الشام بينهم 17 سيدة و3 أطفال كانوا برفقة أمهاتهم أثناء الاعتقال بالإضافة إلى ناشط إعلامي. معظمهم بتهمة معارضة الهيئة والتحريض ضدها وتهديد الأمن الداخلي، أما فصائل المعارضة الموالية لتركيا اعتقلت 34 شخصاً معظمهم بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، وبينهم أشخاص تم ترحيلهم من تركيا.
كما اعتقلت القوات التركية 38 شخصاً، 31 منهم تم اعتقالهم أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية، و7 اعتقلوا من قبل الاستخبارات التركية بينهم أشخاص استلمتهم من هيئة تحرير الشام. واعتقل 13 شخصاً في مناطق الإدارة الذاتية بتهم مختلفة، كما اعتقلت حكومة دمشق 21 شخصاً تعسفياً دون ذكر أسباب الاعتقال. واعتقل الحرس الثوري الإيراني 8 أشخاص من الفصائل الموالية له بدير الزور، دون توجيه أي تهمة لهم.
على صعيد نشاط تنظيم “داعش” في سوريا، انخفض نشاطه خلال النصف الأول من تموز/ يوليو بنسبة 20%, حيث نفذ التنظيم 4 هجمات قضى فيها 2 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية وأصيب طفل, واحدة من الهجمات كانت في حمص و3 في دير الزور.
وعلى صعيد العمليات الأمنية نفذت “قسد” بدعم من التحالف الدولي 3 عمليات أمنية، اعتقلت فيها 3 أشخاص من المتهمين بالانتماء للتنظيم وأصيب آخر, كما نفذ التحالف الدولي عملية إنزال جوي قتل فيها قيادي في التنظيم.
وبالنسبة لإعادة الأشخاص من عائلات تنظيم “داعش” استعادت فرنسا من مخيمات شمال شرقي سوريا، 25 طفلاً و10 سيدات، واستعادت كندا 2 سيدة و3 أطفال.
وفي مناطق فصائل المعارضة الموالية لتركيا, تسببت الفصائل بمقتل وإصابة 17 شخصاً، حيث قتل 4 أشخاص بينهم 1 سيدة و2 طفل, وأصيب 13 آخرين بينهم 1 سيدة، كما سجل القسم حالة إتاوة بقيمة 40 ألف دولار أميركي فرضها فصيل العمشات على سكان قرية كاخرة بريف حلب الشمالي، بسبب جنيهم محصول السماق بدون إذن من الفصيل, وأقدمت الفصائل على قطع 139 من الأشجار المثمرة لسكان عفرين، كما سجل القسم حالة سرقة و7 حالات استيلاء نفذتها الفصائل.
ولا تزال اعتداءات قوات حرس الحدود التركي “الجندرمة” ضد طالبي اللجوء السوريين مستمرة, حيث تسببت “الجندرمة” خلال النصف الأول من الشهر بمقتل 1 سيدة، وإصابة 9 أشخاص بينهم 1 سيدة و2 طفل، أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية بطريقة غير شرعية.