الحصة الأكبر من استهلاك السوريين للبطيخ الأحمر

ليلى الغريب ـ دمشق

وقف طفل بصحبة أمه يبكي أمام أحد محلات الخضار في منطقة مخالفات بدمشق، وهو يطلب من والدته أن تشتري له الكرز، لكن الأم لم تستجب لصراخه وظلت تردد له الجواب ذاته ” شو اتفقنا” يوجد بطيخ أحمر في البيت، عندما ينتهي نشتري نوع جديد من الفاكهة.

تقول الوالدة لنورث برس إن البطيخ الأحمر هو النوع شبه الوحيد الذي يمكن شراؤه رغم أن سعره ليس منخفضاً، ولكن يمكن شراء جبسة تكفي ليومين بمبلغ 10 ألاف ليرة، بينما لن يكفي كيلو الكرز مثلاً الذي يفوق سعره العشرة ألاف سوى لجلسة واحدة من أفراد أسرتها، حتى “يقضون عليه حسب قولها”.

لا يوجد أي نوع من الفاكهة يقل سعره عن 5 ألاف ليرة، بينما يتراوح سعر كيلو البطيخ الأحمر بين ألف إلى 1500 ليرة، وتكون الكارثة عند من يتسوق بطيخة ويتبين أنها غير حمراء أو حلوة المذاق كما تقول إحدى المتسوقات من بائع وضع تلة من البطيخ في أحد شوارع دمشق كما جرت العادة كأحد طرق تسويق هذا المنتج، فهذا يعين أنه فقد مبلغاً لا يقل عن عشرة ألاف ليرة، وهذا يشكل نسبة من راتب لا يحتمل المغامرة بأي شيء.

في حين أشارت سيدة أخرى كانت تطلب من صاحب تلة البطيخ أن يبيعها” على المكسر” أي أن يتم اقتطاع شيء من البطيخة للتأكد فيما إذا كانت حمراء أم لا، وتشير إلى أن هذه الطريقة ليست ناجعة دائماً، لأنه لطالما تبين عند فتح جزء منها أنها حمراء، وبعد تقطيعها في البيت يظهر العكس.

تقاسم البطيخة

أضافت سيدة أخرى أنهم كانوا يشترون البطيخ في موسمه  بالجملة، وأن أغلب الأسر كانت تحتفظ بعدد لا يقل عن 3-4 بطيخات في المنزل، إذ أن سعر الكيلو كان بالليرات، ولكن الآن يمكن أن تجد عند البياع من يتقاسمون البطيخة الواحدة ليتمكنوا من شرائها من جهة، وخوفاً من تلفها السريع مع انقطاع الكهرباء المتواصل.

وتضيف ساخرة أن السوريين أصبحوا عاجزين حتى عن الحصول على “البطيخ المبسمر”.

تاجر في سوق هال دمشق بين لنورث برس أن هنالك إقبال على شراء البطيخ الأحمر أكثر من لأصفر بسبب فارق السعر، حيث يفوق كيلو البطيخ الأصفر الألفي ليرة.

وأشار التاجر إلى أن السعر هو السبب، لأن “الجبسة” الواحدة يمكن أن تكفي أسرة، لكن كيلو من الدراق أو الكرز لن يكفي الأسرة لأكثر من جلسة استهلاك وسعره مرتفع.

تراجع التصدير

عضو في لجنة سوق الهال بين لنورث برس أن هنالك تراجع كبير في الطلب على الفاكهة سواء للسوق الداخلية بسبب ضعف القدرة الشرائية التي تجعل من الصعب على أي أسرة محدودة الدخل أن تشتري الفاكهة مهما كان سعرها منخفض.

وأشار إلى أن التصدير ليس بأفضل حالاته، إذ تراجع الطلب إلى الخليج خلال أشهر الصيف لأن أغلب سكان الخليج يسافرون فترة الصيف الحارة، الأمر الذي يتسبب بتراجع الطلب.

وشدد على أن عدد البرادات التي تخرج من سوق الهال تراجع من 70 براد يومياً إلى 25 فقط، ومع ذلك لم يتمكن المواطن السوري من شراء الفاكهة مع الدخل الضعيف لديه.

وجاءت محافظة درعا في قائمة المحافظات المنتجة للبطيخ، حيث وصل الإنتاج من البطيخ بنوعيه إلى نحو 45 ألف طن حسب تقديرات وزارة الزراعة.

تحرير: تيسير محمد