السرايا.. جمعة رقاوية لمثقفي وشباب الرقة السورية

الرقة – مصطفى الخليل/رامان علي – NPA
يرتاد مثقفون وشباب إلى مقهى “السرايا” في وسط مدينة الرقة، كل مساء، لإمضاء الوقت والدخول في أحاديث يومية حتى أواخر الليل و يعتبرونه كناد ثقافي.
شاهد مراسلو “نورث بريس” حركة نشطة لروّاد مقهى “السرايا” بالقرب من ساعة الرقة الشهيرة، وسط المدينة. 
هناك قام خليل الجابر بافتتاح مقهى، وذلك بعد أن تم طرد “تنظيم الدولة” من المدينة على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، حيث بدأت الحياة المدنية الطبيعية تعود لمجراها. 
وقد فقدت الرقة، أثناء سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الكثير من ملامحها نتيجة تدخل مسلّحي التنظيم بأدق تفاصيل الحياة اليومية ومنع الأهالي من ممارسة الكثير من عاداتهم.
ومازالت آثار الحرب تُرى على جدران معظم الأبنية في المدينة وملامح الدمار والخراب منتشرة بكثافة.
مدينة الرقة، كانت “معروفة تاريخياً بكثرة مقاهيها وحركتها الاجتماعية” كما يتحدث، خليل الجابر، صاحب المقهى الجديد، لمراسلي “نورث بريس”.
الجابر؛ فنان من مدينة الرقة وأحد أبناء قبيلة العفادلة، التي تعتبر من عشائر الرقة الكبيرة، يقول إنه لم يطلق اسم “السرايا” على المقهى الجديد “عبثاً”، بل “تيمناً بولادة جديدة” للرقة على حد وصفه. 
المقهى الذي افتتحه الفنان الرقاوي، يعتبر الأول، بعد طرد “تنظيم الدولة” واستقرار نسبي للمدينة. 
الرقة، تلك المدينة السورية القديمة، افتتح فيها بداية القرن العشرين مقهى “السرايا”، ويتحدث صاحب المقهى لمراسلي “نورث بريس” عن المقهى القديم: “كان من أقدم المقاهي في الرقة وسُمي نسبة لجواره لدار السرايا آنذاك، وكان استراحة لكل من يأتي إلى دار السرايا من أجل الأمور القانونية والإدارية”.
وأشار خليل الجابر إلى أن “عدة رموز بارزة في المنطقة كانت تزور المقهى في القديم مثل الشيخ علي البشير الهويدي والشيخ فيصل الهويدي والشيخ فصيح البيرم والشيخ محمد شكري الخابور والشيخ عبد العزيز الحملة والشيخ خلف الحسان والشيخ إبراهيم الكشة والشيخ هويدي البوحبال وغيرهم العشرات من الشخصيات ذات الصيت الاجتماعي البارز في الريف والمدينة”.
ويقول الجابر: “أحفاد الشخصيات التي كانت تزور المقهى القديم، يزورون اليوم المقهى الجديد”.
من جانبه يصف عبد العزيز الجفيل، أحد رواد مقهى “السرايا” ومن أبناء الرقة، أمسيات المقهى بــ”جَمعة رقاوية”.