إجراءات روتينية ترسم مستقبلاً مجهولاً لطلبة سوريين في أربيل

سهى كامل ـ أربيل

تأسف اللاجئة السورية أروى سعيد، في أربيل، على حرمان أطفالها الأربعة، من أبسط حقوقهم وهو التعليم، نتيجة ضياع شهاداتهم الدراسية التي حصلوا عليها في سوريا.

ولجأت “سعيد”، مع أولادها الأربعة إلى مخيم قوشتبه، في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، منذ نحو أربع سنوات، وحاولت تسجيل أطفالها في المدرسة، لكنها تفاجأت بشروط التسجيل.

تقول اللاجئة لنورث برس: “طالبوني بأوراقهم الرسمية مصدقة من وزارة الخارجية السورية ومن وزارة الخارجية العراقية، ورفضوا قبول أطفالي في المدرسة دون هذه الأوراق، ما حرمهم من حقهم في التعليم، وأصبحوا ضحية لعجزنا عن تصديق هذه الأوراق”.

وتضيف “سعيد”: “ابني الأصغر يجب أن يكون في الصف الثامن الإعدادي، وابنتي يجب أن تكون في الصف التاسع، وأختها يجب أن تكون في الصف الحادي عشر، أما ابني الكبير فيجب أن يكون في الصف الثالث الثانوي هذا العام، لكن جميعهم حُرموا من التعليم والتزموا المنزل”.

وتحمل الأم، الجهات الرسمية المعنية بموضوع التعليم في أربيل، مسؤولية إيجاد حلول سريعة، للحفاظ على مستقبل الأطفال الدراسي، وعدم هدر سنوات عمرهم بعيداً عن المدرسة بسبب “إجراءات روتينية”.

وتقترح اللاجئة السورية حلّاً لهذه المشكلة، وهو “إجراء سبر معلومات لكل طالب ليس لديه أوراق رسمية، تثبت أنه حصل على شهادات تعليمة من مدارس سوريا، وتسجيله في المستوى المناسب له، بدلاً من حرمانه من التعليم”.

وحرم العديد من الطلبة السوريين اللاجئين، في مخيم “قوشتبه”، من حقهم في التعليم، نتيجة ضياع أوراقهم الثبوتية في سوريا، حيث تطلب وزارة التربية في أربيل، وجود هذه الأوراق كشرط أساسي لدخول الطالب إلى المدرسة.

وأدت هذه الإجراءات الروتينية، إلى غياب هؤلاء الطلاب عن مقاعدهم الدراسية، ما جعل مستقبلهم الدراسي مجهولاً، في ظل صعوبة الحصول على الأوراق وتصديقها من دمشق وبغداد.

ولا يختلف حال اللاجئة السورية “سعيد”، عن ديلبر أحمد، التي حُرم شقيها من حقه في التعليم، بسبب المشكلة ذاتها، وهي ضياع أوراقه الثبوتية، بعد أن قصفت تركيا مدرسته في قريتهم القريبة على الحدود السورية التركية.

تقول “أحمد” لنورث برس: “عندما لجأنا إلى إقليم كردستان، كان أخي في الصف الرابع، والآن يجب أن يكون في الصف التاسع، لكنه لا يذهب إلى المدرسة، لأنهم رفضوا تسجيله بلا أوراق رسمية مصدّقة من دمشق وبغداد”.

وحاولت “أحمد”، مراجعة وزارة التربية، “شرحنا لهم ظروفنا الصعبة، وعجزنا عن إحضار الأوراق بسبب تدمير المدرسة بالكامل في سوريا، لكنهم رفضوا طلبنا”.

يشدد سردار رحمن عبد، وهو مدير مدرسة قوشتبه، على أنه يجب على جميع الطلاب السوريين اللاجئين إلى مدينة أربيل، والراغبين بإكمال دراستهم، أن يقدموا أوراقهم الثبوتية التي تتضمن الشهادات الدراسية التي حصلوا عليها من مدارس سوريا، مصدّقة من وزارة الخارجية السورية في دمشق، ووزارة الخارجية العراقية في بغداد، ودائرة العلاقات الخارجية في إقليم كردستان.

ويقول “عبد” في حديث لنورث برس: “إنها شروط وزارة التربية، لا يمكننا تجاوزها”.

ونتيجة حرمانهم من التعليم، تضطر عائلات طلاب سوريين لاجئين في الإقليم، لإحضارهم إلى مركز الأنشطة داخل مخيم قوشتبه، علّهم يتعلمون القراءة والكتابة ويلعبون مع الأطفال.

تحرير: تيسير محمد