معوقات كثيرة.. الاكتفاء الذاتي مسعى سكان مخيم الركبان

محمد الحمصي ـ مخيم الركبان

في محاولة للاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، استصلح عمر، قطعة من الأرض في مخيم الركبان في الجنوب السوري، ليزرعها بالخضروات صيفاً وشتاءً لكنه تفاجأ بعوائق لم تكن بالحسبان.

إذ يشتكي عمر محمد (28 عاماً)، وهو نازح يقيم في مخيم الركبان، من نقص المياه لري محصوله، كذلك نقص الإنتاج في تربة فقيرة.

ورغم هذه المعوقات، إلا أن ما دفعه للتوجه للزراعة، هو اشتداد الحصار على المخيم “بشكل مفاجئ”، كما ذكر “محمد” لنورث برس، لتكون تلك المحاصيل البسيطة عوناً للنازحين في المخيم.

وعلى المثلث السوري العراقي الأردني، وفي صحراء الحماد السوري بالذات، حكمت ظروف الحرب التي نشبت في سوريا على مدار السنوات الماضية على أرض الركبان أن تكون مخيماً للنازحين الفارين من النزاع.

وبداية كانت هذه الأرض ممراً إنسانيا باتجاه الأردن وذلك في عام ٢٠١٢ و٢٠١٣، أما في الشهر الثامن من عام ٢٠١٦، أغلقت الأردن حدودها بوجه القادمين من الداخل السوري، لتصبح أرض الركبان مركز تجمع للقادمين الذين باتوا محاصرين فيه، فلا الأردن يسمح لهم بالدخول إليه، ولا الحكومة السورية تسمح لهم بالعودة.

وبعدها بدأ يتشكل مخيم سمي “مخيم الركبان”، وواجه ساكنوه حصاراً فرض عليهم من طرف القوات الحكومية وحلفائها.

وبسبب زيادة الحصار، ما كان من النازحين المتواجدين في المخيم إلا أن يعتمدوا على أنفسهم فيما يتعلق بتأمين الطعام، فبدأوا باستصلاح قطع صغيرة من الأراضي الصحراوية لا تتجاوز مساحتها الـ100 إلى 200 متر مربع، وزرعوها ببعض الزراعات الصيفية مثل الباذنجان والبندورة والفليفلة والبصل والملوخية والخيار وغيرها.

أما الزراعات الشتوية مثل الثوم والخس والسبانخ وغيره، لعلها تكون محاولة للاكتفاء الذاتي، لكن طبيعة الأرض شكلت عائقاً أمامهم.

وتفتقر أرض الركبان للماء والمتممات الغذائية للمزروعات ما يجعلها تحتاج إلى الأسمدة الكيماوية والأسمدة العضوية بكميات كبيرة، ورغم توفر الأسمدة العضوية، إلا أن الأسمدة الكيماوية لا تتوفر أبداً لأن المنطقة محاصرة.

ويعدد محمود أبو فراس (62 عاماً) وهو نازح في مخيم الركبان، إشكالات كبيرة تواجه القطاع الزراعي في المخيم حيث “لا تتوفر المعدات اللازمة للزراعة،  كما أن هناك نقصاً في البذور والمبيدات الحشرية والأسمدة”.

ويشير في حديث لنورث برس، إلى أن هذه الأرض “تحتاج إلى عمل مضاعف ومواد مضاعفة للاستصلاح”.

ويضيف: “ورغم كل تلك الصعوبات والعوائق ما زال نازحو المخيم يطمحون للوصول إلى الاكتفاء الذاتي ولو للحد الأدنى من هذه الزراعة خصوصا في هذه الظروف الصعبة وجهلهم بمصيرهم ومدة إقامتهم في هذه الأرض”.

ويناشد نازحون في المخيم، المنظمات الإنسانية، بأن تسعفهم بكميات من البذور والأسمدة والمبيدات اللازمة لتساعد في تحسين الزراعة والإنتاج، وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي.

تحرير: تيسير محمد