فادي الحسين – منبج
يشتكي أحمد، من غلاء إيجار المحل الذي يعمل فيه ببيع القهوة والعصائر بالقرب من الساحة العامة وسط مدينة منبج، وكان قد اختار المكان لاكتظاظه بالسكان.
استأجر أحمد محمود (41 عاماً)، من سكان منبج، ورب لأسرة من خمسة أفراد، محلاً صغيراً وسط المدينة، ليبيع فيه القهوة سريعة التحضير والعصائر، لكن إيجار المحل يُثقل كاهله.
ويبيع القهوة بالعملة السورية، ويعمل منذ الصباح حتى المساء من أجل أن يوفر جزءاً من إيجار المحل ولقمة عيش أطفاله، حيث يدفع 75 دولاراً أمريكياً، إيجاراً لمحله الذي لا تتجاوز مساحته 6 أمتار.
ويشتكي أصحاب الكثير من المهن في مدينة منبج، شمالي سوريا، من الارتفاع “الكبير” في إيجارات المحلات في المدينة، الأمر الذي أثقل كاهلهم وزاد في معاناتهم مع الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
ويتمنى “محمود” من أصحاب المحلات في المدينة أن يخففوا إيجار محالهم في السوق، إذ تفوق إيجارات بعض المحال الـ 150 دولاراً أمريكياً.
فإذا وصل الإيجار إلى 100 دولار، يعني أن يقابلها نحو 950 ألف ليرة، بحسب سعر الصرف في الوقت الحالي، أي أن على صاحب المهنة أن يجني يومياً 30 ألفاً فقط لتأمين الإيجار، كما يقول.
إلا أن المصاريف لا تتوقف عند الإيجار فقط، فهناك ثمن الأمبيرات، وفي الغالب على صاحب المهنة أن يستجر نحو 10 أمبيرات، والتي لا يقل سعرها عن 50 ألف ليرة أسبوعياً.
ويتحكم أصحاب المحال التجارية وسط منبج بأسعار الإيجارات، مستفيدين من مكان تواجدها، إذ يصل إيجار بعض المحال إلى مئتي دولار، وقد يزيد بحسب مكان ومساحة المحل.
ويرى محمد أمير (34 عاماً)، من سكان منبج، ويعمل في تجارة وصيانة الموبايلات، أن إيجارات المحلات في مدينة منبج تشهد “غلاءً فاحشاً وكبيراً”، ولا تتناسب مع مردودهم اليومي.
ويستأجر محمد، محلاً بالقرب من حديقة حوا وسط المدينة، ليعمل فيه ويعيل عائلته، ويدفع 120 دولاراً أمريكياً، ويعمل على مدار شهر كامل ليستطيع سد الإيجار.
يقول لنورث برس، إن إيراده من المحل لا يغطي مصاريفه اليومية لعائلته الصغيرة، ويستأجر الرجل المحل منذ قرابة الخمس سنوات، وفي كل شهر يزداد المبلغ المترتب دفعه للمالك وهو بين خيارين إما الدفع أو الترك .
ويعمل أصحاب المهن في منبج، بنسبة تجاوزت الـ 60 بالمئة في محلات مستأجرة، بسبب عدم قدرتهم على شراء محلات داخل السوق إذ إن أسعار المحلات في السوق مرتفعة تصل إلى أكثر من 50 ألف دولار أمريكي.
ولا يختلف حال جمعة عن سابقيه، فهو الآخر يشتكي غلاء إيجار محله الذي أصبح عبئاً عليه ووضعه بين سد احتياجات المنزل وسداد الإيجار للمحل الذي يعد مصدر رزق له ولعائلته.
يعمل جمعة السعيد (44 عاماً)، من سكان منبج، في مهنة صيانة الأدوات الكهربائية في محله الواقع وسط سوق المدينة، ويدفع لقاء استئجار المحل 100 دولار أمريكي شهرياً.
ويعجز الرجل عن دفع الإيجار وتأمين احتياجات عائلته، في ظل ركود حركة العمل في المدينة، يقول بلهجته العامية: “بدنا شوية رحمة من أصحاب المحلات”.