في النصف الأول من العام.. 552 شخصاً في سوريا ضحايا تنظيم “داعش”

المقدمة والمنهجية

منذ بدء نشاط تنظيم “داعش” في سوريا عام 2013, خلف آلاف الضحايا بسبب ممارساته المتطرفة واستهدافاته الممنهجة، حيث ارتكب مجازر جماعية وانتهاكات بحق المدنيين أسر المئات منهم، فهم لا يزالوا في عداد المفقودين، ونفذ الإعدامات وجند الأطفال واعتدى على النساء, وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, وبالرغم من مرور خمس سنوات على هزيمة تنظيم “داعش” في آخر معاقله “الباغوز” في  دير الزور شمال شرقي البلاد في آذار/ مارس 2019، على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، إلا أن نشاطه في سوريا لايزال مستمراً ولم تتوقف انتهاكاته بحق السكان في البلاد.

إذ اعتمد التنظيم في نشاطه خلال النصف الأول من العام، على خلاياه النائمة المنتشرة في البلاد, وكانت أبرز هجماته على جامعي الكمأة, بالإضافة إلى زرعه للأجسام المتفجرة والعبوات الناسفة على الطرق, كما نفذ عدداً كبيراً من الهجمات بالاستهداف المباشر بالرصاص.

يستند التقرير النصف سنوي الصادر عن قسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس, على قواعد بيانات القسم التي تم فيها تسجيل وتوثيق الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم “داعش” بحق المدنيين والعسكريين، والمعلومات التي حصل عليها بشكل مباشر من المراسلين الميدانيين, بالإضافة إلى التقارير والأخبار الصادرة عن الوكالة وشهادات من الضحايا وذوييهم ومصادر أمنية وحقوقية.

ويعرض التقرير حصيلة ضحايا التنظيم ووتيرة نشاطه في سوريا خلال النصف السنوي الأول من العام الجاري، حيث يتضمن حصيلة هجمات التنظيم المباشرة، وما تسببه من انتهاكات لحقوق الإنسان، من قتل خارج نطاق القضاء واختطاف تعسفي, وحصيلة ما تسببه مخلفات الحرب والألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي تقصّد التنظيم زرعها والتي تسببت بسقوط عشرات الضحايا المدنيين شهرياً، بالإضافة إلى حصيلة الحملات الأمنية التي نفذتها بعض القوى المسيطرة ضد التنظيم.

ضحايا انتهاكات “داعش”

خلال النصف الأول من العام قتل وأصيب 552 شخصاً على يد تنظيم, قتل منهم 363 وأصيب 189 آخرون.

وبلغت حصيلة ضحايا هجمات التنظيم باستهدافه المباشرة 262 قتيلاً و112 مصاباً. من القوات الحكومية، قتل 64 وأصيب 15, ومن قوات سوريا الديمقراطية قتل 37 وأصيب 75، ومن الفصائل الموالية لإيران قتل 20 عنصراً وأصيب 2, ومن المدنيين قتل 141 شخصاً منهم 1 سيدة وأصيب 16, كما أصيب 4 جنود أميركيين.

أما بالنسبة لضحايا مخلفات الحرب التي زرعها ولا يزال يقوم بنشرها في مناطق متفرقة في سوريا وعلى وجه الخصوص البادية والأرياف, بلغ عددهم 178 شخصاً قتل منهم 101 وأصيب 77, حيث قتل 50 رجلاً وأصيب 30 وقضت 8 سيدات, كما قتل 15 طفل وأصيب 20, وبلغ عدد الضحايا العسكريين 28 قتيلاً وهم 11 من الفصائل الموالية لإيران، 6 قسد، 10 عناصر حكومة دمشق، و 27 مصاباً، وهم 10 من الفصائل الموالية لإيران، 7 قسد، 11عناصر حكومة دمشق.

كما قام التنظيم باختطاف 165 شخصاً بينهم نساء وأطفال, استطاع القسم التأكد من مقتل 20 منهم أما الآخرين لايزال مصيرهم مجهول.

ومن المجموع العام لضحايا التنظيم, بلغ عدد الضحايا المدنيين, 280 شخصاً قتل منهم 214 وأصيب 66, منهم 15 طفل قتلوا وأصيب20, كما قتلت 9 سيدات.

جامعي الكمأة

من أبرز ضحايا التنظيم في النصف الأول من العام، كانوا جامعي الكمأة, حيث لجأ عدد كبير من السكان في البادية السورية إلى جمع الكمأة, لكسب مبلغ مالي إضافي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن تعرضت العديد من هذه المجموعات الباحثة عن الكمأة لهجمات من قبل تنظيم داعش إلى جانب غيرها من المسلحين.

وبلغت حصيلة ضحايا الكمأة191 شخصاً، قضى منهم 155 بينهم 8 سيدات, 137 رجلاً, 13 عسكري، وأصيب 36 شخصاً، بينهم 34 رجلاً، 2 عسكري.

وتوزع الضحايا في المناطق التالية، في حمص قتل 70 شخصاً وهم 60 رجلاً، و7 عناصر للقوات الحكومية، و3 سيدات، وأصيب 12 رجلاً.

في دير الزور قتل 29 شخصاً وهم 4 عناصر من قوات الحكومة، و2عنصر من الفصائل الموالية لإيران، و19 رجلاً، و 4 سيدات، كما أصيب 5 وهم 3 رجال, 2 عناصر موالية لإيران.

وفي حماة قتل 53 رجلاً و1 سيدة، أصيب 19 رجلاً, كما قتل في حلب 3 أشخاص.

واختطف العشرات بينهم سيدات، حيث في حلب اختطف 25 شخصاً، وفي حماة 3، وفي حمص 2، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.

هجمات التنظيم

في النصف الأول من العام, سجل قسم الرصد والتوثيق في نورث برس 133 هجمة لتنظيم “داعش” في سوريا, تبنى التنظيم 63 منها, حيث بلغت نسبة ضحايا الهجمات من الحصيلة العامة 75%.

واستهدف التنظيم بـ 57 هجمة قوات سوريا الديمقراطية, وفي 36 هجمة استهدف المدنيين, كما نفذ 34 ضد القوات الحكومية, و6 ضد الفصائل الموالية لإيران.

وتركزت هذه الهجمات على المناطق التالية: مدينة دير الزور 64 هجمة و20 في الرقة و20 في حمص و12 في حماة, 12 في الحسكة, 2 في حلب, وهجمة واحدة في كل من القامشلي ودرعا ودمشق.

الحملات الأمنية

على صعيد الحملات الأمنية التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي وحكومة دمشق ضد عناصر التنظيم في النصف الأول من العام, بلغ عددها 95 عملية أمنية, وخلال العمليات اعتقل 552 شخصاً متهمين بالانتماء للتنظيم وقتل 45 كما أصيب 2 آخران.

ونفذت قوات سوريا الديمقراطية 84 عملية 18 منها قادها التحالف الدولي حيث  16 منها كانت عمليات إنزال جوي, خلال هذه العمليات اعتقل 505 من المتهمين بالانتماء للتنظيم بينهم متزعمين للتنظيم, كما تسببت بمقتل 13منهم، وإصابة 2 آخرين.

أما حكومة دمشق نفذت 7 عمليات، اعتقلت فيها 3 من المتهمين بالانتماء لتنظيم “داعش” وتسببت بمقتل 6 آخرين منهم, كما ادعت تركيا أنها استهدفت متزعماً في تنظيم “داعش” في إحدى مواقع الفصائل الموالية لها في إحدى المناطق المسيطرة عليها في حلب.

5 من العمليات الأمنية التي استهدف فيها أشخاص متهمون بالانتماء للتنظيم سجلت ضد مجهولين كون الجهة المنفذة لم تعرف, وقتل فيها 7 منهم.

وتوزعت العمليات حسب المناطق: 39 عملية في دير الزور و 19 في الرقة و17 في الحسكة, 8 في درعا, 5 في حلب, 1 في منبج و1 في كل من القامشلي وإدلب و4 عمليات للتحالف الدولي في شمال شرقي سوريا لم تحدد مواقعهم بدقة.

استعادة عائلات “داعش”

في النصف الأول من العام وبحسب ما سجله قسم الرصد والتوثيق, سلمت الإدارة الذاتية 373 من أطفال ونساء عائلات تنظيم “داعش” لـ 13 دولة, وهم 298 طفلاً و81 سيدة, حيث سلمت طاجكستان 108 أشخاص, روسيا 105, قيرغستان 59, فرنسا 47, اسبانيا 15, كندا 14, السودان 5, كازخستان 5, نروج5, باربادوس3, سلوفاكيا 3, دنمارك3 , 1نيوزلندا.

أما بالنسبة للعراقيين المتواجدين في مخيم الهول تم ترحيل 2049 شخصاً بينهم 50 شخصاً من المنتمين لتنظيم “داعش” سابقاً.

وفي دعوة مستمرة من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية للدول استعادة رعاياها من المخيمات ومراكز الاحتجاز في سوريا, زادت نسبة العائلات التي تم إعادتهم مقارنةً بالعام الماضي، حيث في هذا النصف من العام فقط، بلغت نسبة العائدين 72% من المجموع العام للأشخاص الذين تم إعادتهم.

وفي السياق ذاته وانطلاقاً من أهمية تحقيق العدالة، وللكشف عن الحقائق من بينها مصير المفقودين، أطلقت الإدارة الذاتية “مبادرة الحل”  لمحاكمة عناصر “داعش” المحتجزين في مناطقها وفق القوانين الدولية والمحلية الخاصة بـ”الإرهاب”, كما دعا مجلس سوريا الديمقراطية عبر بيان, المجتمع الدولي إلى دعم مبادرة الإدارة الذاتية وقرارها بمحاكمة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، معتبراً أن المحاكمة “كفيلة” بالكشف عن الحقائق من بينها مصير المفقودين.