دمشق – نورث برس
تحدثت لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا عن قرار الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا بخصوص محاكمة عناصر تنظيم “داعش” وذلك بالمطالبة من الدول باستعادتهم ومحاكمتهم، بما فيهم قاطني مخيمي الهول وروج، فيما سلط الضوء على الخطر المستمر لداعش والغارات الجوية التي تستهدف المديين.
وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا باولو بينيرو، خلال الدورة 53 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أنه في شمال وشرقي سوريا ، لا يزال حوالي 51،600 شخص معظمهم من النساء والأطفال في ظروف مروعة في مخيمي الهول وروج.
ورحب بينيرو بعمليات استعادتهم إلى بلدانهم ، وقد تم ذلك من قبل أكثر من اثنتي عشرة دولة حول العالم منذ بداية العام، ومعظمهم مَنْ تم استعادتهم هم النساء والأطفال.
وذكر بيان رئيس اللجنة الدولية أنه خلال الشهر الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية “على مضض إلى حد ما” أنها تخطط لبدء محاكمات ضد حوالي 10000 من أعضاء “داعش” المشتبه بهم الذين تحتجزهم.
لكنه لم يظهر رفضاً أو ترحيباً بالقرار، بل قال في هذا الصدد أنه قد طالب الدول الأعضاء منذ فترة طويلة باستعادة مواطنيها.
وأضاف المسؤول الأممي أنه:”عند الاقتضاء، يجب أن يتم مساءلتهم من خلال محاكمات عادلة، إذ يظل هذا هو أفضل مسار للعمل، مع ضمان احترام التزامات عدم الإعادة القسرية”.
غارات تستهدف مدنيين وخطر داعش
وشدد بينيرو على أن تنظيم “داعش” لا يزال يشكل تهديداً للمدنيين في سوريا ، بما في ذلك ما يشتبه في تورطهم في هجمات بالعبوات الناسفة الأخيرة وقتل عشرات المدنيين الذين كانوا يحصدون الكمأ في الصحراء الشمالية الشرقية.
كما أشار بينيرو إلى قتل مدنيين سوريين في غارات أخرى يشتبه في أنها سورية وروسية وإسرائيلية وأردنية وتركية وأمريكية خلال الأشهر الماضية.
ودعا رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا لوقف جميع الهجمات “العشوائية والمباشرة” على المدنيين ، ولا سيما الهجمات على الأهداف التي “لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة”، مطالباً في الوقت نفسه جميع الأطراف اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين.
قضايا حقوق الإنسان واللاجئين
وقال بينيرو في صعيد آخر يتعلق بالتطبيع مع دمشق، إنه شعر بالفزع عندما رأى أن جامعة الدول العربية تركز في حوارها مع الحكومة السورية على الكبتاغون واللاجئين وتشير بشكل قليل إلى حقوق الإنسان.
وأعرب عن أمله من أن تجعل جامعة الدول العربية الاهتمامات المتعلقة بحقوق الإنسان أولوية في حوارها مع الحكومة السورية.
وحول موضوع اللاجئين، قال بينيرو أن معظم اللاجئين يخشون العودة بسبب الوضع الأمني في البلاد والمخاطر التي يتعرضون لها من الابتزاز والاعتقال، داعياً إلى عودة “طوعية وآمنة”.
وتحدث المسؤول الحقوقي أنه لا يزال الأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب سوريا الذي دمره الزلزال هدفًا للضربات الجوية والبرية، في حين أن استمرار المساعدات التي هم بحاجة ماسة إليها معرض للخطر.
وأشار إلى اقتراب موعد التفويض الحالي من مجلس الأمن لتقديم المساعدة عبر الحدود إلى المنطقة إلى التجديد، مؤكداً على ضرورة الاستجابة لدعوة الأمين العام لتمديد المساعدات لمدة 12 شهرًا عبر المعابر الحدودية مع تركيا.
كما رحب بينيرو بقرار الجمعية العامة بإنشاء مؤسسة دولية للمفقودين(..) التي ممكن أن “تقدم على الأقل بعض الدعم، وبعض العزاء، وربما بعض الأمل، للملايين المتأثرين بهذه الظاهرة”.