رغم تدفق تحويلات المغتربين.. الأسعار الكاوية مستمرة بدمشق
ليلى الغريب ـ دمشق
“جاءت الحزينة لتفرح لم تجد لها مطرح”، بهذا المثل، وصفت وداد العلي، سيدة من دمشق، حالها عندما صدمت بسعر الصرف الذي كان قد انخفض قبل عيد الأضحى.
ودائماً ما كانت “العلي”، تتمنى أن يتحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، إلا هذه المرة، تمنت أن يكون في أعلى سعر له، خاصة أنه وصلتها حوالة من أحد أبنائها المغتربين.
وكانت السيدة تحلم بأن يؤمن المبلغ لها بعض حاجياتها المؤجلة أو لترتيبات العيد المحدودة، لكن تبين لها أن الدولار أخذ سعره يتحرك نزولاً أمام الليرة، لتعيش المثل (جاءت الحزينة…) بكل تفاصيله.
ويرى أحد المتابعين لأسعار الدولار في سوريا، أن تحسن سعر الليرة أمام الدولار لا يعود إلى زيادة التدفقات والتحويلات من الدولار لأهالي المغتربين قبل عيد الأضحى بالدرجة الأولى، “ولكن الفكرة في أن من يديرون الدولار في البلد يخفضون سعره مقابل الليرة قبل أي حدث كهذا، لتحقيق المزيد من الأرباح أيضاً عند تصريفه بسعر أقل”.
وقدر أحد الخبراء المصرفيين قيمة الدولارات التي تدخل سوريا خلال هذا الشهر، بما لا يقل عن مليار دولار، وأن هذا المبلغ يأتي من تحويلات الأبناء في الخارج أو من الزائرين والسياح، وأن هنالك تحويلات لا تدخل سوريا، بل تدفع قيمتها في سوريا بينما تبقى الدولارات في الخارج.
بضعة مستفيدين
والحقيقية أنه ليس خافياً على أحد أن تمويل المستوردات الذي تقوم به المنصة الخاصة بتمويل المستوردات، يتم عن طريق أموال المغتربين وتحويلاتهم، وهذا ما يجعل المنصة والقائمين عليها في قائمة المستفيدين من الدولارات المحولة من المغتربين، حسب رأيه.
وقال أحد المغتربين المهتمين بالشأن الاقتصادي، لنورث برس، إن عدد السوريين الذين يحولون أموالاً من أوروبا إلى سوريا يقدرون بنحو 1.400 مليون سوري، وهؤلاء يحولون بشكل دائم، ولهذا تصل مبالغ كبيرة من الدولارات إلى المنصة.
ولفت إلى أن عمل هذه المنصة يعرض المغتربين وأهاليهم “للاستغلال”، لأنها تسببت “بارتفاع الأسعار بما لا يقل عن 30%، وهذا يعني أنها أثرت على القوة الشرائية للناس، ولأهل المغتربين، بعدما استثمرت أموال أبنائهم المغتربين”.
واضاف الاقتصادي عمار عبد الله (اسم مستعار) لنورث برس، أن “ما يؤكد حقيقة الطرح السابق هو ارتفاع أسعار السلع رغم ثبات سعر صرف الدولار أو انخفاضه، وهذا يسبب تراجعاً في القوة الشرائية لليرة والرواتب الضعيفة”.
وبين أن السلع لم تنخفض أسعارها رغم انخفاض سعر الدولار “وهذا يعني زيادة الاحتكار من قبل فئة معينة تتحكم بتوريد بضائع أساسية وتحتكرها”.
غير مشروعة
وقال إن الفوضى تخلق أزمة “وكل أزمة هي فرصة قصيرة لتحقيق الأرباح الاستثنائية بطريقة غير مشروعة وعلى حساب معيشة المواطنين وانهيار الليرة”.
ولفت إلى أن هذه الأرباح لا تذهب للبنك المركزي، وأنها لو كانت تذهب لكان بإمكان المركزي أن يلبي طلبات الفريق الحكومي دون حاجة الحكومة لطرح سنداتها للبيع.
وأمس الثلاثاء، رفع مصرف سوريا المركزي، سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية من 8200 ليرة إلى 8400 للدولار الواحد في نشرة الحوالات والصرافة، بمعدل ارتفاع مائتي ليرة.