كوباني/عين العرب – فتاح عيسى – NPA
يعاني أهالي مقاطعة كوباني/عين العرب (على الحدود التركية-السورية) من سوء جودة الانترنت الفضائيّ التي تُقدمه الشركات المرخّصة من قِبل الإدارة الذاتية الديمقراطيّة في شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى ضعف شبكة الاتصالات للخطوط السوريّة المحلية، فيعتمد أهالي تلك المنطقة على شبكات الانترنت التركيّة.
شبكات الانترنت العائدة مُلكيتها لشركات تركيّة خاصّة وحكوميّة تغزو مناطق الشمال السوري بالكامل.
وتشمل تلك المناطق، الواقعة تحت سيطرة قوّات سوريا الديمقراطيّة (المدعومة من قِبل التحالف الدوليّ لمحاربة داعش)، ومناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة والمدعومة من قِبل تركيا، بالإضافة إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).
بديل
قامت “الإدارة الذاتيّة” في شمال شرق سوريا، بمنع المستثمرين المحليين الذين يملكون خطوط انترنت تركيّة من ممارسة عملهم، وحجّتهم في ذلك أنّ الانترنت المستخدم هو “تركيّ”، وقد تستخدمها تركيا للــ”تجسس” على المنطقة، بحسب مسؤولين في الإدارة.
وطرحت الإدارة التابعة لـ”مجلس سوريا الديمقراطية-مسد”، بديلاً للانترنت التركي الذي يدخل مناطقها بأبراج مباشرة عبر الحدود، بخط جديد يدخل مناطقها عبر إقليم كردستان العراق، أجبرت جميع المستثمرين التقيّد بهذا الخط.
وكانت قد قامت الهيئة المختصة بالاتصالات في الإدارة الذاتية، بتجهيزالانترنت القادم من كردستان في مناطق الجزيرة السوريّة دون وصوله لمناطق حوض الفرات (شمال مدينة الرقة).
فيما كانت الإدارة العامة للاتصالات في “إقليم الفرات” (والذي يضم كلاً من كوباني/عين العرب و كري سبي/تل أبيض وعين عيسى، والتابعة للإدارة الذاتيّة) أصدرت قراراً ينص على إيقاف العمل بشبكة الانترنت التركيّة ضمن “الإقليم” و الاعتماد على شبكة الانترنت التي تقدّمها الإدارة الذاتيّة، بدءاً من مطلع شهر نيسان الجاري، في حين ما يزال مسموحاً استخدام شبكة الهواتف التركيّة في تلك المناطق المذكورة أعلاه.
وعود
أفاد الرئيس المشارك للإدارة العامة للاتصالات في “إقليم الفرات”، مصطفى العلي، لوكالة “نورث بريس” أنّ “شبكة الانترنت التي نقدّمها بدأت بتقديم خدماتها في مدينة تل أبيض عبر شركتين لخدمات الانترنت الفضائيّ منذ 28 شباط الماضي”، مشيراً إلى أنّ “شركتين أخرتين بدأتا بتقديم هذه الخدمات في مدينة كوباني وريفها بالفعل”.
وأوضح مسؤول الاتصالات في الإدارة الذاتية أنّ “الهدف من تحويل شبكات الانترنت إلى شبكة محلية، هو الاستفادة من المردود الماديّ لهذه الشبكات إضافة إلى تقديم خدمة الانترنت بشكلٍ أفضل وبسعرٍ أنسب من الشبكات التركيّة”.
كما أشار مسؤول الاتصالات إلى أن “حزمة 1 ميغا سيتم توفيرها للمواطنين بمبلغ 20 دولارأمريكي علماً أن هذه الحزمة كانت تقدم للمواطنين بمبلغ 25 دولار”، مضيفاً أنّ “هذه الأسعار ستُخفّض بشكلٍ تدريجي لتصل الحزمة نفسها إلى مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية”.
فوارق
من جهته أوضح رودين خليل (صاحب شركة كوباني نت والتي تأسست في أواخر 2016) لوكالتنا “نورث بريس” أنهم أنهوا تحويل أكثر من خمسين في المئة من شبكات المشتركين للشبكة الجديدة، و مستمرون في عملهم بشكلٍ تدريجي للــ”تخلّي بشكلٍ كامل عن خدمة الانترنت التركيّ خلال الأسبوع القادم كأقصى حد” حسب قوله.
وأشار صاحب شركة الانترنت، إلى صعوبات في عملية الانتقال من شبكة الانترنت التركيّة إلى شبكة الانترنت التابعة للإدارة الذاتيّة والتي تسبب في بعض المشاكل المتعلقة بقطع الخدمة عن المشتركين لعدة ساعات، مشيراً إلى أن “الأعطال ستتكرر إلى حين الانتهاء من عملية التحويل بشكل كامل”.
وأضاف المواطن الكردي في مدينة كوباني/عين العرب أنّ “جودة الانترنت التي تعتمد على شبكة الإدارة الذاتية تعتبر جيدة مقارنة مع الانترنت الذي يعتمد على الشبكة التركيّة”، إضافةً إلى أنّ “أسعارها تعتبر أرخص قليلاً”، مشيراً إلى أنّ شركته تقدّم خدماتها لنحو ألف مشترك في مدينة كوباني وريفها.
شكوات
أوضح كمال مدور، أحد أهالي مدينة كوباني، أن “شبكة الانترنت الفضائيّ تعتبر سيئة وذات جودة متدنية وسرعة منخفضة مقارنة مع أسعارها المرتفعة”، مشيراً إلى أن “الأسعار غير ثابتة ومرتبطة بسعر صرف الدولار وسعر الليرة التركية بالنسبة لخدمة الإنترنت للهواتف النقالة”.
و أكد مدور أن الأهالي في المنطقة يعتمدون بشكل أساسي على الخطوط التركية في اتصالاتهم بسبب ضعف شبكة الاتصالات السوريّة رغم أن الأخيرة أرخص، موضحاً أنّ “الأهالي لا يعيرون اهتماماً بمصدر الشبكة بقدر اهتمامهم بجودة الخدمة التي يتم تقديمها”.
وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة تركيب خدمة الانترنت الفضائي للمنازل تبلغ ما بين مئة إلى مئة وخمسين دولاراً في الشهر الأوّل متضمنة أجور المعدّات اللازمة والتركيب.