كابوس “داعش” يلاحق سكان منبج بالتزامن مع تصاعد الهجمات التركية

فادي الحسين – منبج

تتخوف آسيا، من زوال حالة الأمان التي تنعم بها وأقرانها في المدينة، في ظل تصاعد وتيرة الهجمات التركية، التي لن تجلب “سوى الويلات”، بحسب وصفها.

وترفض المرأة أي شكل من أشكال الحرب و”الاحتلال” لمدينتها منبج، حيث أن لهذه الهجمات “آثار سلبية كبيرة” على المجتمع بأكمله، وترى أنها تخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وتعطي فرصة لـ “الإرهاب” بالتحرك.

تقول آسيا محمد (57 عاماً)، من سكان مدينة منبج، بأنها ترفض التهديدات التركية المستمرة على المدينة وعلى المنطقة بشكل عام، مع معاناة طويلة من الحرب وتعاقب الفصائل على مدينتها.

ويتخوف سكان منبج شمالي سوريا، من تنفيذ تركيا لتهديداتها، إذ يرون أن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ستستغل ظروف الهجمات، للتحرك وفرض سيطرتها على منبج من جديد.

وتضم مناطق شمال شرقي سوريا عدة سجون خاصة بعناصر التنظيم، ويقدر عدد المحتجزين فيها بالآلاف، وأبرزها سجن الشدادي وسجن الصناعة في حي غويران بالحسكة.

وتتخوف “محمد” من صدق التصريحات باجتياح منبج، إذ سئمت المرأة وأقرانها، من الحروب وما تخلّفه من دمار ونزوح.

وتسبب التصعيد التركي الأخير في مناطق شمال شرقي سوريا، واستهداف المنطقة بالمسيرات بحالة من الخوف في نفوس سكان منبج.

ترى المرأة أن تهديدات تركيا الأخيرة، تعبّر عن نيتها بقضم أراض جديدة، وهو الأمر الذي يقض مضجعها في ظل ما يعانيه سكان المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها.

ومن ناحية أخرى، تقول لنورث برس، إن تلك التهديدات تعطي فرصة لخلايا “داعش” للتحرك “والاستيلاء على بعض المناطق، وازدياد القتل والتدمير والنهب والسلب”، وفق رأيها.

ويزيد خطر عودة التنظيم، مخاوف سكان منبج، في ظل ما عانوه في فترة سيطرته على بعض المناطق، وفرض أحكامه وأعرافه.

كذلك تتخوف رقية محمد (40 عاماً) من سكان منبج، من استمرار الهجمات التركية التي تتعرض لها مناطق الشمال السوري، والتي تتسبب بضرب الاستقرار وزعزعة الأمن في المنطقة.

وخلال الشهر الماضي، كثفت تركيا من هجماتها مستهدفة منطقتي تل رفعت ومنبج في الشمال السوري.

تقول “محمد” لنورث برس، بأن هذه الهجمات تعطي الفرصة والمجال لـ “الإرهاب” للعودة إلى المنطقة والتحرك بها وتهديد حياة السكان.

وفي الخامس عشر من شهر آب/أغسطس عام 2016، طردت قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم من التحالف الدولي عناصر “داعش” من منبج.

ويرى حسين الأحمد (48 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، أن وضع مدينته يشهد استقراراً عاماً، والسكان في المدينة يشعرون بالارتياح والأمان “لولا التهديدات الخارجية للمدينة”.

ويشير إلى أن سكان منبج ضد فكرة الحرب، لأنهم “زهقوا من النزوح واللجوء والتعب والمعاناة والمشقة”، التي تعرضوا لها في السابق أثناء الحروب والمعارك التي مرت بها المدينة.

ويخشى “الأحمد”، من تكرار سيناريو الحروب في المدينة، وخاصة أن سوريا منذ عام 2011 تدور فيها معارك وقصف طيران ومفخخات وغيرها، والتي أودت بحياة العديد من الشبان في المنطقة “دون ذنب أو سبب”.

ويأمل الرجل، إيجاد حل للأزمة السورية، وجلوس أطراف النزاع مع بعضها و”الوصول لحل يرضي كافة الأطراف ويجلب السلم والأمان للمنطقة”.

وبالتزامن مع ارتفاع حدة القصف التركي على مناطق في شمال شرقي سوريا، يُطالب السكان، الدول الفاعلة في سوريا والمنظمات الإنسانية، بإيقاف التهديدات التركية للمنطقة، لما تشكله من خطر عليهم.

تحرير: أحمد عثمان