فاطمة خالد – الرقة
نصب محمد خيمة صغيرة “براكية” يبيع فيها بعض المشروبات للمارة بالقرب من نادي الفروسية، حيث يضع خيوله في إحدى اصطبلات النادي، ليبقى بجانبها طوال الوقت.
بين هواية جني الخيول والحفاظ على ما يسميه محمد الظاهر (35 عاماً)، من سكان الرقة، رياضة الأجداد والأمراء، وظروفه الصعبة التي تجعل تربيتها أمراً صعباً يكاد الرجل لا يطيقه، لكنه لا يستغني عنها لشدة حبه للخيل.
ورث “الظاهر” عدداً من الخيول من أبيه وجده – هكذا قال الرجل- وهو الأمر الذي زاد من تعلقه بحب الخيل وضرورة وجودها في حياته، إلا أنه قرر أن يتخذها كمصدر دخل عندما أعادت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ترميم جزءٍ من نادي الفروسية في الرقة.
ويطالب مربو خيل في الرقة، شمالي سوريا، بتقديم الدعم لهم من أعلاف وأدوية ومصاريف رعاية يدفعها هؤلاء للحفاظ عليها، والتي خصصت لها الإدارة نادي الفروسية في الجانب الشمالي من الرقة، إلا أنه يحتاج لكثير من التعديلات والترميم، بحسب مربي خيل.
يقول “الظاهر” لنورث برس:” بعد أن تعرض النادي للدمار أثناء الحرب تعطلت فيه الكثير من الأمور ورغم إعادة ترميمه، إلا أنه لا يزال غير مخدم جيداً بالنسبة للخيل”، لذا يجب الاهتمام أكثر بهذا القطاع لكونها رياضة لا تختلف عن باقي الرياضات، ناهيك عن ندرة الخيل في المنطقة.
ويعد نادي الفروسية في الرقة النادي الوحيد في شمال شرقي سوريا، الذي تُمارس فيه رياضة ركوب الخيل، يحوي حوالي 100 رأس من الخيل، تعود ملكيتها لسكان في الرقة.
وجد محمد المداد (26 عاماً)، أحد مربي الخيل في الرقة، الفرصة لممارسة هوايته بعد إعادة ترميم النادي، ويرعى خيله في مكان مخصص لها، وفي الوقت ذاته يمارس هوايته، بعد أن تم توظيفه كمدرب في النادي.
إلا أن ما يفقده الشغف في هوايته بركوب الخيل، أنه “لا يوجد أي اهتمام بهذه الرياضة من قبل الجهات الداعمة”، ويرى أنه “لو كان هناك فعاليات تقام في النادي لكان استقطب أكبر عدد من الهواة وممن يرغبون بتعلم ركوب الخيل”.
يضيف ” المداد” أن الدعم الذي يحتاجونه كمربي خيل يتركّز في إعادة تأهيل النادي، حيث تقيم خيولهم، إذ لابد من وجود مكان مناسب وجذب الاهتمام لهذه الرياضة وإقامة فعاليات لجذب الناس لها.
ويضطر الرجل لصرف ما يقارب أربعة ملايين ليرة في الشهر، تكلفة الاعتناء فقط بأربعة رؤوس من الخيل يستخدمها للتدريب، وهو مثال مصغّر لبقية التكاليف، من: علف وأدوية ومنشطات وغيرها.
“كان لا بد على الجهات المعنية دعم رياضة ركوب الخيل، كبقية الرياضات في المنطقة”، وفقاً لقوله.
ووفقاً لمربي خيل، تختلف تكاليف رعايتها بحسب نوعها، إذ يقول خلف العمر (55 عاماً)، وهو أحد مربي الخيل، لنورث برس، إن تكلفة رعاية الحصان الواحد من الخيل العادية، قد تصل إلى 600 ألف ليرة شهرياً، في حين تزداد تلك التي يحتاجها حصان السباق إلى أكثر من مليون ليرة في الشهر.
ومن هذه التكاليف قدمت لهم الجمعيات الفلاحية في الرقة مادة النخالة بسعر ألف ليرة للكيلو، بينما تباع في السوق الحرة بسعر 1300 ليرة، أي “لا فرق كبير بين السعرين”، بحسب ما ذكر “العمر”.
ويطالب الرجل كما سابقيه بإعادة تأهيل نادي الفروسية وتقديم الدعم للخيل من أعلاف وأدوية وجذب اهتمام أكبر برياضة ركوب الخيل.
ومن جهته قال ماجد الصالح، مدير نادي الفروسية في الرقة، إن النادي بحاجة للكثير من الإصلاحات وإعادة الترميم، لتلافي حجم الدمار الذي خلّفته الحرب، من إصلاح أبواب ومضمار السباق، وغرف التحكيم وغيرها.
ويشير لنورث برس، إلى وجود الكثير من النواقص في النادي، ليصبح مكاناً مناسباً لتربية الخيل، وإقامة فعاليات رياضية وسباقات، حيث يقوم أصحاب الخيل نفسهم بترميم بعض الأمور، لكن هذا لا يكفي مقارنة مع تلك النواقص، وفق ما يرى.