الأمطار الغزيرة تفاقم أزمة التكهفات الأرضية شمال شرق سوريا

سري كانيه/رأس العين –  إبراهيم إبراهيمي/ عباس علي موسى –   NPA
أدت الهطولات المطرية القياسية هذه السنة إلى تفاقم أزمة التكهفات الأرضية بمدينة سري كانيه/رأس العين في شمال شرق سوريا، التي تسببت بأضرار في بعض الأحياء السكنية وشكلت خطراً على حياة السكان.
 
وتم رصد ظاهرة التكهفات الأرضية لأول مرة في منطقة رأس العين عام 2005، ويُرجع الخبراء الجيولوجيون ظاهرة تكون التكهفات إلى السحب الجائر للمياه الجوفية من الطبقة الحصويّة الموجودة تحت طبقة من التربة المفككة التي تعلوها. إذ تؤدي ذوبان الصخور اللينة بفعل العوامل الجوية إلى تغلغل مياه الأمطار داخل حبيبات الصخر المنفصلة وإذابة الجزء القابل للإنحلال، والمعروفة أيضاً بـ “الانخسافات”.
وتعدّ التربة رخوة نتيجة غزارة المياه الجوفية وانتشار البحيرات الجوفية بكثرة، فضلاً أن التربة غير سميكة، ومعرّضة بالتالي للخسف والردم والتكهفات.
وتتركز ظاهرة التكهفات بصورة رئيسية في أحياء الكهرباء وزورآفا وروناهي والحديقة العامة في المدينة، ملحقة الأضرار بالمنازل، التي تهدّم بعضها بشكل كامل، فضلاً عن الخطر الذي تشكله على حياة السكان، وخاصة الأطفال.
وألحقت التكهفات أضرار كبيرة بشبكة الصرف الصحي وشبكة المياه في المدينة وخرجت أجزاء منها خارج الخدمة.
يقول عادل جاسم، أحد سكان المدينة، أن حركة المرور في بعض شوارع المدينة الحيوية أصبحت خطرة على حياة الناس بسبب التكهفات الكبيرة.
حلول إسعافية
من جانبها قامت بلدية المدينة بإغلاق بعض الطرقات الفرعية التي شهدت تكهفات شديدة بسبب خطورتها.
وقالت نسرين صلاح رئيسة بلدية المدينة لوكالة “نورث بريس” أن الفرق الفنية تركّز جهودها على تنظيف المجاري، وردم التكهفات.
من جانبها قامت لجنة البلديات والبيئة في الحسكة بتشكيل فرق هندسية من الجيولوجيين لدراسة هذه الظاهرة بشكل مستفيض لوضع حلول دائمة والحد من الهبوطات، بحسب عبد الغفور أوسو، رئيس اللجنة.