قاطنو مخيم عشوائي بريف الرقة : لا رعاية صحية عندنا ولا توعية بمخاطر "كورونا"

 

 الرقة- مصطفى الخليل- نورث برس

 

يفتقد قاطنو مخيم عشوائي في قرية "كسرة محمد علي"، /8/ كم جنوب مدينة الرقة شمالي سوريا، الرعاية الصحية والتوعية الوقائية للتصدي لفيروس "كورونا المستجد"، خلال أيام حظر التجول، منتقدين دور المنظمات الدولية والإنسانية في الرقة لعدم توفير أي مواد طبية لقاطني المخيم.

 

ويبلغ عدد العوائل في المخيم العشوائي بقرية "كسرة محمد علي"، أكثر من/40/ عائلة، تنحدر غالبيتها من قرى وبلدات حمص و الريف الشرقي لحماة، وقدمت عقب ظروف الحرب وسط البلاد إلى مدينة الرقة وريفها منذ ما يقارب خمس سنوات، بحسب قاطني المخيم.

 

وقالت هالة العلي (47عاماً)، وهي نازحة من بلدة "جب الجراح" شرق حمص وتقطن حالياً في المخيم العشوائي، إن قلة المساعدات والمعونات الطبية المقدمة تتسبب بصعوبات عديدة لها ولعائلتها، مشيرة إلى ابنها البالغ من العمر (9 أعوام) والذي أصيب بشلل دماغي نتيجة ارتفاع حرارته منذ سنوات خلت.

 

وتعمل العلي مع باقي أفراد أسرتها كعمال أجرة في الحقول الزراعية العائدة لأبناء منطقة الكسرات  المحاذية للمخيم، وذلك لتأمين احتياجاتهم اليومية.

 

ويقطن في مناطق من الرقة وأريافها نازحون من مناطق سورية عديدة، بعضهم يعيش في مخيمات عشوائية ضمن خيم بنوها على نفقتهم الخاصة، في حين تشرف الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا مع مجلس الرقة المدني على باقي المخيمات.

 

وفي الطرف الشرقي من قرية "كسرة محمد علي" وبمحاذاة قرية رطلة، /11/ كم غربي منطقة الكسرات، تتناثر مجموعة من الخيم المنتشرة من الأراضي الزراعية حتى سفح الجبل، والتي تتعامل الإدارة الذاتية مع قاطنيها من خلال مجالس القرى "الكومينات" القريبة.

 

وقال محمد السويدي (41 عاماً)، وهو نازح آخر يقيم في الخيم العشوائية، إنه لا يوجد في المخيم أي دعم بالمساعدات الطبية، رغم أن قاطنيه عانوا خلال الأيام الماضية بسبب الفيضانات في خيم لا تقيهم برد الشتاء، "حتى الآن لم تزرنا أي جهة لتقديم الخدمات الطبية وتوعية الأهالي بمخاطر كورونا".

 

ويسهب السويدي في وصف معاناة قاطني المخيم أواخر الأسبوع الماضي، أثناء تعرض ريف الرقة الجنوبي لعاصفة مطرية شديدة وفيضانات راح ضحيتها ستة أفراد من عائلة نازحة في قرية العكيرشي القريبة وأدت إلى أضرار بالغة في ممتلكات الأهالي.

 

فالمخيم العشوائي في قرية "كسرة محمد علي" يحاذي تماماً الوادي الذي شهد الفيضانات يومي الأربعاء والجمعة من الأسبوع الفائت.

 

وأوضح مدير منظمة "شباب أوكسجين" في الرقة، بشار الكراف، لـ"نورث برس"، أن جهات مانحة قد وعدتهم بتقديم مساعدات ومواد إسعاف وطوارئ للمخيمات العشوائية في ريف الرقة الجنوبي، ومن ضمنها المخيمات التي تعرضت لأضرار نتيجة الفيضانات.

 

وكانت آليات تابعة لمجلس الرقة المدني قد باشرت، السبت الماضي، بإصلاح الأضرار التي خلفتها الفيضانات في ريف الرقة الجنوبي، حيث تم العمل على تسوية العبارات المائية، وإصلاح قنوات الري المتضررة، وإعادة تأهيل مصارف الري التي خرج الكثير منها عن الخدمة.