رغم اندحار الدولة الإسلامية.. لا أخبار عن المختطفين
كوباني – محمد حسن – NPA
“السنوات الخمس الأخيرة كانت الأصعب في حياتي، وأنا أترقب عودتهم” يقولها مصطفى شاهين (70 عام)، والذي خُطف ابنه وصهره وابن أخيه وعدد من أقربائه قبل أكثر من خمس سنوات من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
يروي مصطفى تفاصيل اختطافهم “كان هؤلاء في طريقهم الى كردستان العراق بغية العمل، لكن إحدى حواجز التنظيم على الطريق الواقع بين مدينة الرقة و القامشلي (شمال شرق سوريا) أنزل جميع ركاب الحافلات التي تقلهم (نحو عشرة ميكروباصات صغيرة) وأخذهم إلى جهة مجهولة، فقط لأن بطاقاتهم الشخصية كانت عائدة لسجل مدينة كوباني (عين العرب) ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارهم عنا”.
أسرة مصطفى شاهين هي إحدى أسر كوباني التي فقدت أحد أفرادها منذ سنوات، هؤلاء الأهالي قاموا خلال السنوات الماضية بالعديد من الحملات لمعرفة مصير أبنائهم، يقول المحامي (آراس جلال) الذي أُختطف ولده على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل سنوات: “اطلقنا حملة تحت اسم (نريد معتقلينا) لمعرفة مصير المختطفين، حيث قمنا باعتصام أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل وسلمنا رسالة إلى رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وأخرى إلى اللجنة الدولية للمفقودين كما سلمنا رسالة إلى قوات سوريا الديموقراطية حول ضرورة مساعدتنا في معرفة مصير هؤلاء المختطفين”.
وحول أعداد المختطفين، بيّن آراس جلال: “قمنا قبل أيام بورشة عمل في مدينة أربيل بكردستان العراق لتسجيل وتوثيق أسماء المخطوفين وبلغ عدد الذين تمكنا من تسجيل أسمائهم 539 منهم 450 مخطوفاً من كوباني وحدها والباقي من مدن منبج وعفرين والباب”.
وأوضح جلال أنه حسبما أكد له بعض أهالي المخطوفين فإنهم رأوا ذويهم أثناء خروج المدنيين من آخر معاقل تنظيم داعش في الباغوز على شاشات التلفزيون لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليهم فيما بعد رغم محاولتهم الحثيثة “وسنقيم خلال الفترة القادمة مؤتمراً دولياً تحت عنوان (مؤتمر السلام للمخطوفين)”.
و حسب الإحصائيات التي تم توثيقها من قبل “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا”، بلغ عدد المختطفين الذين تم توثيق أسمائهم نحو /4700/ مدني، أطلق صراح نحو /3150/ منهم، فيما نفّذ أحكام القتل بـنحو /850/ منهم، أما مصير البقية فلايزال مجهولاً، علماً أن غالبيتهم اعتقلوا ضمن الفترة من عام 2014 حتى 2017.
بدوره يوضح مصطفى بالي، مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية، أن قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش): “كانت إحدى القضايا الأساسية في جميع الحملات التي خضناها ضد التنظيم الإرهابي ، بل كنا نضطر لتأجيل حملاتنا أحياناً لأيام وشهور بسبب خوفنا من أن يقع ضحايا من المدنيين فيها، ولاسيما المختطفون لدى التنظيم”.
ويضيف بالي: “تريثنا كثيراً في حملتنا الأخيرة على داعش في ناحية الباغوز، وأعطينا عدة مهل لخروج المدنيين، على أمل أن يكون بينهم المختطفين، كما إننا خلال استجوابنا لعناصر داعش الذين سلموا أنفسهم كنا نسألهم عن المخطوفين لديهم، لكننا لم نعثر على أية إجابات منهم”.