غرفة الأخبار ـ نورث برس
يتابع السوريين بشدة التطورات الأخيرة في روسيا لكونها أبرز اللاعبين الدوليين في الملف السوري وأكبر داعمي الحكومة السورية. فروسيا الضامن للحكومة والضاغط على المعارضة وعراب المصالحة السورية.
وبدأ وانتهى أكبر تمرد عسكري بقيادة زعيم مجموعة فاغنر في روسيا بصفقة توسط فيها الرئيس البيلاروسي على ما يبدو، بعد أن هدد زعيم المجموعة بإسقاط موسكو، بينما ترقبت دول العالم الأحداث، وتسارعت التأويلات والتحليلات في وسائل الإعلام العالمية.
الأحداث الدراماتيكية ظهرت في غضون أربع وعشرين ساعة فقط (مساء الجمعة حتى مساء السبت)، حين أعلن زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، تمرداً ضد روسيا، وادعى أن قواته استولت على مدينة روستوف أون دون وسارت نحو موسكو.
لكن وبعد صفقة توسط فيها الرئيس البيلاروسي أليكساندر لوكاشينكا، يبدو أن الكرملين أسقط اتهاماته ضد زعيم فاغنر المتمرد، مع موافقة بريغوجين على سحب مقاتليه والمغادرة إلى بيلاروسيا.
سوريا جزء من الحرب العالمية الثالثة
رأت ميس كريدي عضو اللجنة الدستورية عن المجتمع المدني بدمشق، في حديث لنورث برس، أنه من الطبيعي انشغال العالم بالأحداث في دولة روسيا الاتحادية، “لأهمية روسيا، فهي جزء فاعل في تشكيل العالم الجديد المتعدد الأقطاب وتخوض حرباً عالمية على أكثر من جبهة”.
وقالت: “تخوض روسيا الحرب معنا في سوريا بالتعاون مع المنطقة ضد الإرهاب، وجزء من الحرب العالمية الثالثة. وهذه الحروب لتنظيم وإعادة توزيع الثروة في العالم وتنظيم الخرائط والمضائق والممرات وغيرها”.
وأعربت كريدي، على اعتقادها، أن ما يحصل في روسيا “لن يؤثر على الواقع في سوريا أو على قوتها كوسيط دولي بل سوف تزداد قوتها في سوريا”.
وبينت عضو اللجنة الدستورية، أن الوضع السوري لا يطرح على أساس أنه نزاع، “بل هو حرب محاور، محور ضد محور”.
وأمس الأحد، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الجوية الروسية على سوق شعبي في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، إلى تسعة قتلى وإصابة أكثر من 25 شخصاً، وسط تصعيد عسكري هو الأول من نوعه في المنطقة منذ سنوات.
وشددت على أن روسيا علاقتها مع سوريا “ليست مجرد وسيط في نزاع، إنما هي ضامن دولي لأي حوار مع الغرب في سوريا”.
سوريا جزء من الصراع العالمي
وذكرت “كريدي” أن الساحة السورية جزء من “الصراع العالمي”، وهي “مقر بوابة التفاهمات على شكل الطرق، وعلى جزء من مشروع الحزام. فسوريا هي بوابة رئيسية لتحديد الحدود الفاصلة بين المشاريع الاقتصادية بهذا الإطار”.
ونوهت إلى أن نقطة الخلاف الرئيسية، هي أنهم يعتبرون سوريا محكومة لهذا الصراع، “لكن سوريا جزء من هذا الصراع وطرف فيه وهي ليست فقط مجرد ممر، كما أنها شريك في هذه المشاريع الإقليمية شريك في قاعدة التشكل الإقليمية بتفاهمها مع المحور الدولي الداعم لها”.
وبحسب ما تقول “الكريدي”، فإن “كل شيء متوقع في الحرب؛ من شدة صعوبتها وطبيعة الاشتباك وما هو مختلف عليه وما هو متفق عليه”.
لا تغيير على السياسية الخارجية لروسيا
يقول محمود الأفندي، وهو الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية ويقيم في موسكو, إن ما حصل في روسيا، “ليس انقسام عسكري أو سياسي، بل هو تمرد عسكري ضد وزارة الدفاع الروسية”.
ويضيف لنورث برس: “هذا التمرد تحول بعد ما وقف الرئيس الروسي مع وزارة الدفاع، إلى محاولة انقلاب فاشلة”.
ويشدد “الأفندي” على أن السياسية الخارجية لروسيا “لا تتأثر ولن تتغير، لأن الدولة قائمة، وكل دولة يحصل فيها أحداث وما حصل متعلق بالسياسة الداخلية فقط، بينما السياسة الخارجية من الممكن أن تتغير في حال تغيير الدولة أو الرئيس”.
ويشير إلى أن روسيا “ليست ضعيفة عسكرياً لا في سوريا ولا في أوكرانيا، ويحاول الإعلام الغربي تضخيم الأمور للتغطية على الهجوم العكسي في أوكرانيا”.