الركبان.. مزارعون يحصدون القمح بطرق بدائية لقلة الحصادات

محمد الحمصي – الركبان

في عام كان يتسم بالخير منذ بدايته كانت أمطاره غزيرة، قام نازحون في مخيم الركبان، جنوبي سوريا، بكل قوة وتشاركوا وتساعدوا حتى أمنو كمية من بذار القمح والشعير من هنا وهناك بكميات قليلة عبر المهربين وجمعوها حتى أصبحت تفي بالحد الأدنى وزرعوها في المنخفضات وممرات السيول، ليحصّلوا في النهاية موسماً لم يكن متوقعاً إنتاجه الوفير.

ولكن لم تكن هذه نهاية الإشكالات في وجه سكان المخيم، إذ أنهم يعانون الآن من نقص في الحصادات التي لها الدور الأخير والأكبر في جمع الإنتاج.

ولم يتوفر سوى عدد قليل من الحصادات البدائية جداً، وهي لا تفي بالغرض ولا تستطيع تغطية المساحات المزروعة، ليعمد المزارعون في كثير من الأراضي للعودة إلى الطرق البدائية لجمع مواسمهم، مستغلين البطالة الموجودة في المنطقة وما ينتج عنها من توفر في الأيدي العاملة.

وبالرغم من أن مدة الحصاد بالأيدي قد تزيد عن الـ50 يومياً، إلى أن الحال المأساوي لسكان تلك المنطقة، والحصار المفروض عليهم من دول الجوار، دفعهم لتجاوز ذلك العائق.

وتجمعت أعداد من الشباب لحصد القمح والشعير بالأيدي، وجمعه ونقله بالسيارات إلى المخيم، حيث تبعد المناطق المزروعة عن المخيم من ٢٠ إلى ٦٠كم، وهو ما يجعل العمل أصعب ومكلفاً أكثر.

وتشكل المخيم منذ حوالي الثماني سنوات، في بادية الحماد السورية على الحدود السورية العراقية الأردنية، نتيجة الحرب في سوريا، بدايته كان ممراً غير شرعي للاجئين إلى الأردن ومع مرور الوقت وفي النصف الثاني من عام ٢٠١٣ بدأ يتشكل هذا المخيم.

يقول أحمد محمد (54 عاماً) اسم مستعار لأحد أفراد عشيرة بني خالد، وهو يقيم حالياً في مخيم الركبان، منطقة ال٥٥ قرب قاعدة التنف، إن المساحات البعلية المزروعة بالقمح والشعير في المنطقة تحتاج إلى عدد وافٍ من الحصادات يتجاوز الـ30 حصادة على الأقل.

هذا العدد من الحصادات، يختصر من الوقت في عملية جمع الموسم، وبالتالي إتاحة الفرصة للمزارعين لإعادة تأهيل أراضيهم، بحسب “محمد”.

ولا يتجاوز عدد الحصادات الموجودة في المنطقة الـ6، وهذا سيؤخر موسم الحصاد وجمعه على الأقل “لشهرين آخرين”، بحسب ما أخبر “محمد”، نورث برس.

مساحات زراعية

وتقع المساحات الزراعية الجيدة في مناطق متعددة في محيط مخيم الركبان ولكن على مسافات متفاوتة، منطقة وادي ثليجة يبعد عن المخيم حوالي ٦٠كم، وفيه أكثر ٥٠٠٠ دونم على الأقل صالح للزراعة وتبعد عن مناطق سيطرة القوات الحكومية من ١٠ إلى ١٥ كم.

أما منطقة غراب وتبعد عن المخيم ٧٠كم، ويوجد فيها أكثر من ١٠٠٠٠ دونم، صالحة للزراعة ولا تبعد عن أماكن سيطرة دمشق أكثر من ٥ كم.

أما الشعلانية والشعار، فهي بمحاذات الحدود العراقية السورية، وتتجاوز مساحاتها الصالحة للزراعة ١٢٠٠٠ دونماً وتبعد عن المخيم بتجاه شرق شمالي ٥٥كم.

ومنطقة زرقة ومهير فهي تحاذي بشكل تقريبي الحدود الأردنية، ممتدة إلى العمق السوري في بعض الأودية ومساحاتها الصالحة للزراعة تتجاوز الـ١٨٠٠٠دونم، وتقع غرب جنوبي المخيم بمسافة من ٤٠إلى ٥٠كم، وتبعد عن نقاط القوات الحكومية حوالي ١٢كم.

وجميع هذه المناطق لا تصلح بشكل جيد سوى لزراعة القمح والشعير البعلي كون الأجواء صحراوية بامتياز.

خطورة

ونوه محمد خالد، (52 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من بلدة مهين، إلى خطورة بقاء القمح والشعير دون حصاد، “أي حادث عارض قد يودي بالمواسم، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وهو ما يؤدي إلى احتمال حدوث بعض الحرائق”.

وأشار “خالد” في حديث لنورث برس، إلى نشوب بعض الحرائق في مزروعات بعلية، “ولكن استطاع السكان إطفائها، إذ أنها لم تكن يبست بعد بشكل نهائي”.

وقال محمد قاسم، اسم مستعار لعضو في هيئة الشؤون المدنية للمخيم، المكتب الزراعي، إن الموسم الزراعي هذا العام جيد وسيساهم بشكل جيد بتقليل معاناة الأهالي من انقطاع الدقيق والخبز”.

وخلال فصل الشتاء الماضي، انقطع الخبز بشكل تام عن سكان المخيم، لمدة شهرين ونصف الشهر، “بسبب إغلاق النظام السوري جميع طرق التهريب المؤدية إلى المخيم”، بحسب “قاسم”.

تحرير: تيسير محمد