نازحون في مخيم المحمودلي يواجهون الأمراض بـ “سيتامول”

أسامة أحمد – الطبقة

ترسل هنوف الوصفات التي تكتبها النقطة الطبية في المخيم الذي تقطنه، لتصرفها من الخارج، حيث لا تتوفر الأدوية حيث تقطن.

هنوف تركي العزو (35عاماً)، من ريف حماة ونازحة في مخيم المحمودلي بريف الرقة الغربي، لديها 7 أولاد أكبرهم في الخامسة عشرة من عمره، يعاني من نقص في النمو وخلع ولادي، وتعاني هي الأخرى من آلام الحصى الكلوية.

تشتكي المرأة من نقص “حاد” بالأدوية في المخيم الذي تقطن فيه، تضاف لأزمات يعاني منها النازحون فيه، من تراجع الدعم وانتشار الأوبئة.

ويعاني مخيم المحمودلي بريف الرقة الغربي، شمالي سوريا، من عدم توفر الأدوية في النقاط الطبية، في الوقت ذاته يجد النازحون صعوبة بتأمين الأدوية من خارجه في ظل ارتفاع أسعارها، ويسبب لهم ذلك معاناة، في ظل انقطاع شبه تام للدعم الغذائي، ومواد النظافة والتعقيم، وعدم توفر سبل العيش.

تواجد معدوم للأدوية

تكتفي “العزو” بمراجعة النقطة الطبية للمعاينة في الحالات الإسعافية، وتصاب بنوع من الرهبة من وصف الأدوية، لأنها ستضطر لشرائها من الخارج بثمن مرتفع.

تقول لنورث برس، إن النقطة الطبية “لا تستطيع إعطائها الدواء حتى في الحالات الإسعافية”، لذا فإنها تتجاهل الكثير من الوصفات لعدم قدرتها على شرائها من خارج المخيم.

وتستعين المرأة بما هو متوفر لعلاج الحصى، “بسبب غلائه، أعود دون دواء فلا قدرة لي لشرائها، وأستعين بمغلي البقدونس أحياناً دون فائدة ملموسة”.

ويتشابه حالها وغالبية النازحين في المخيم، لا سيما الأطفال الذين هم الأكثر عرضة للمرض، “غالباً ما يعطوننا حبوب السيتامول أو بعض الفيتامينات”.

وتشير “العزو” إلى معاناتهم بسبب انتشار القمل بشكل كبير، إذ لا يستطيعون التخلص منه، “لا دواء ولا صابون ولا منظفات وعلى الله” على حد تعبيرها.

وفي الثالث عشر من حزيران/ يونيو، حذرت إدارية في مخيم المحمودلي بريف الرقة، شمالي سوريا، من “كارثة وبائية” بين النازحين خلال الفترة القادمة، بعد تسجيل إصابات بـ “الجرب”.

ومنذ ثلاثة أشهر، يعاني النازحون في مخيم المحمودلي أوضاعاً معيشية وإنسانية “سيئة”، نتيجة توقف الدعم عنه بعد إيقاف الإدارة الذاتية لعمل “جمعية المودة” الشريكة لبرنامج الغذاء العالمي، نتيجة مخالفات.

“السيتامول” يقابل الأوبئة

وتقول بتلة أحمد العبود (29عاماً) من ريف حمص ونازحة في ذات المخيم، وهي أم لـ 4 أطفال وتقيم في المخيم منذ أربع سنوات، “في كل مرة نذهب إلى النقطة الطبية وبعد المعاينة يعطونا فيتامين والأدوية اللازمة يقولون لنا ما في عندنا أشتروا من برا”.

لدى المرأة طفل يعاني من الاختلاج وحساسية جلدية، “عندما تأتيه الحكة يخرج الدم من جلده من كثرة الحك، ولا يوجد أدوية ولا شي “.

وفي وقت سابق، قالت سهام العقلة، وهي مدير مخيم المحمودلي، إنهم سجلوا إصابات بـ “الجرب” نتيجة غياب سلال النظافة التي لم توزع في المخيم منذ ثلاثة أشهر، ووجود أدوية بكميات “قليلة جداً” لا تكفي لتغطية احتياجات النازحين.

وحذرت من انتشار الأمراض والأوبئة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، واستمرار انقطاع مواد النظافة عن المخيم لشهر آخر.

ووصفت الإدارة أوضاع النازحين في المخيم بـ “السيء للغاية”، في ظل انقطاع الدعم منذ ثلاثة أشهر، مناشدةً المنظمات الإنسانية والجمعيات والأمم المتحدة، بـ “الاستجابة السريعة” لتغطية حاجة النازحين من سلال النظافة.

ويبلغ عدد المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم 6 منظمات، بالإضافة لـ 4 جمعيات، تقدم المياه والخبز والغاز والتعليم والحماية ودعم المرأة، مع وجود نقطة طبية في المخيم تفتقر لوجود قابلات توليد وأدوية.

نقص حاد

في تصريح جديد، شدد سهام العقلة، على أنهم يعانون من “نقص شديد” في الأدوية كماً ونوعاً، في ظل أخطار الأوبئة التي بدأت بالانتشار.

وقالت لنورث برس، إن المخيم فيه نقطتين طبيتين، واحدة تتبع للهلال الأحمر الكردي وأخرى لمنظمة تعمل في المجال الصحي، يوجد فيهما طبيب داخلية وطبيب عام وقابلة وعدد من الممرضين وسيارة إسعاف مقيمة في المخيم.

بالإضافة لجمعية اليمامة وهي ترتبط باليونيسيف، وتزور المخيم كل أسبوع أيام (الأحد، الاثنين والأربعاء) وهي خاصة برعاية الأطفال صحياً، وفقاً لـ “العقلة”.

ويقطن المخيم 1814 عائلة، بعدد أفراد 9184 فرداً، معظمهم من أرياف ومدن (حلب، حمص، حماة ودير الزور)، التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

منهم أكثر من 4500 طفل دون الثامنة عشر، ونحو 1150 رضيع، بالإضافة لـ 276 معاقاً بين حركي وذهني، وكذلك 578 مصاباً بأمراض مزمنة.

وفي هذه الظروف، تقف الإدارة الذاتية غير قادرة على تقديم “إعانات للنازحين، وما تقدمه خفيف جداً”، بحسب تصريح لـ أمل العيسى، الرئيس المشارك لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الطبقة.

تحرير: أحمد عثمان