القامشلي.. الكهرباء تربك أصحاب أعمال وتفاقم المعاناة

دلسوز يوسف ـ القامشلي

بوجه شاحب، يشكو عبدالله طاهر، وهو يقف ضمن بقاليته في شارع القوتلي وسط مدينة القامشلي، من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وبالتالي عدم استطاعته تشغيل برادات حفظ المرطبات والسوائل.

ويقول الرجل الثلاثيني لنورث برس: “الكهرباء سيئة، نصف الأيس كريم نرميها في النفايات بسبب ذوبانها، كما يصبح اللبن حامضاً”.

وفي منزله، استغنى الرجل عن المونة، فلا لحوم يمكن تخزينها ولا أي مواد غذائية أخرى، والسبب يعود للانقطاع شبه المتواصل للكهرباء.

وتشهد مدينة القامشلي أسوة بغيرها من مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، انقطاعاً للتيار الكهربائي الرئيسي لساعات طويلة فهي بالكاد تصل ساعتين في اليوم.

ويعتمد سكان تلك المنطقة على المولدات الكهربائية المنتشرة في جميع الأحياء تقريباً، كحل بديل للكهرباء النظامية، إلا أن معظمها تغذي المنازل والمحلات التجارية لمدة ثمانية ساعات يومياً، وهو ما يراه الكثيرون بغير الكافي ولا سيما مع حلول فصل الصيف.

واستجرار الكهرباء عبر المولدات، يزيد من الأعباء المادية على المشتركين، بالإضافة إلى اعتبار أنها ليست حلاً دائماً يمكن الاعتماد عليه نتيجة الأعطال التي تطرأ عليها بين الحين والآخر، وفق “طاهر”.

ويشترك “طاهر”، بـ16 أمبيراً من كهرباء المولدة، لمدة 8 ساعات يومياً، “أدفع 400 ألف ليرة سورية شهرياً (أقل من 50 دولار أميركي) للمحل، وهذا يؤثر علينا في العمل الذي تراجع بنسبة 50 %  تقريباً، كون الكهرباء هي عصب عملنا”، هذا ناهيك عن ثمن الاشتراك الذي يدفعه لكهرباء المنزل.

وتعاني منطقة الجزيرة من ساعات تقنين طويلة خلال الأشهر الأخيرة، جراء حبس تركيا لمياه الفرات واستهدافها لمنشآت الطاقة في إقليم الجزيرة نهاية العام الفائت.

وباتت هذه المشكلة تؤرق السكان مع حلول الصيف، نتيجة انتشار الأمراض جراء ارتفاع درجات الحرارة ولا سيما بين الأطفال، إلى جانب عدم استطاعة الكثيرين تخزين المؤن ضمن الثلاجات المنزلية.

وفي حي الزهور بالقامشلي، وبعد عطل أصاب مولدة الحي منذ أكثر من أسبوع، يقنن خاشع القاطع (28 عاماً)، في كمية المواد الغذائية التي تحتاج للحفظ في البراد، فلا يجلب من الطعام إلى ما يسد الحاجة.

ويخشى “القاطع”، على أطفاله، خاصة أن بينهم طفل صغير في العمر وهو مريض، من انعدام الكهرباء في ظل الطقس الحار.

وكحلٍ مبدئي، اشترى الرجل بطارية لتشغيل مروحة كهربائية، إلا أن انعدام الكهرباء حال دون شحن البطارية وبالتالي عدم الاستفادة منها.

ويعاني ولات داوي، (46 عاماً) وهو صاحب بقالية ضمن حي الزهور، من مشكلة الكهرباء، خاصة في فصل الصيف.

ويقول لنورث برس: “حالياً انقطاع الكهرباء سبب الكثير من الأمراض بين الأطفال جراء الحرارة المرتفعة، حيث أغلبية الأطفال مصابون بالإسهال، وليس لدى عامة الشعب الإمكانيات المادية لتركيب ألواح الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية”.

تحرير: تيسير محمد