الحلول البديلة مستحيلة.. قلة ساعات وصل الكهرباء تؤرق سكاناً بالرقة

فرات الرحيل – الرقة

بات يخجل عيسى، من إرسال “البطارية” التي يستخدمها لتشغيل “لدات” الإنارة في منزله، إلى جاره الذي يمتلك ألواح طاقة شمسية تمده بالكهرباء، كما أن للانتقادات التي يسمعها بأذنه عند إرساله البطارية للشحن، وقعٌ آخر في نفسه.

عيسى الفلاح (37عاماً)، من سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة 35 كم، تدفعه قلّة ساعات وصل الكهرباء لاستخدام بطارية لإنارة منزله بـ “الليدات”، إذ أن ساعات الوصل لا تكفيه لشحن البطارية خاصته.

يشتكي سكان ريف الرقة الشرقي من قلة ساعات وصل الكهرباء، وكثرة الأعطال وطول فترة الانتظار لإصلاحها، في الوقت الذي يفتقر فيه الريف لمولدات الأمبيرات التي باتت البديل لدى سكان المدينة، كما أن الغالبية منهم عاجزون عن تشغيل مولدات أو طاقة بديلة لارتفاع تكاليفها.

يقول “الفلاح”، لنورث برس، إن الكهرباء النظامية أو كهرباء السد، لا تصل لمنازلهم سوى ساعة واحد، وفي الغالب تكون ليلاً، حيث أغلب السكان نائمون، أي أنهم لا يستفيدون منها.

يلجأ الرجل لإرسال أدواته وأجهزته الكهربائية التي تحتاج إلى شحن إلى جاره، الذي يمتلك كهرباء عن طريق ألواح الطاقة الشمسية.

بينما يعجز هو عن تركيبها كونها مرتفعة التكاليف، إذا يحتاج إلى 700 دولار في الحد الأدنى لتشغيل إنارة المنزل فقط، وسيدفع أكثر من ذلك إذا رغب بزيادة صرف الكهرباء للغسالة والبراد مثلاً، كما أنه غير قادر على تشغيل مولدة على محرك ديزل لارتفاع مصاريفه من مازوت وتصليح.

سُرق جوال الرجل في إحدى المرات عندما وضعه على الشحن عند جاره، لم يستطع أن يفعل شيئاً لكثرة الأشخاص الذين يضعون جوالاتهم عند صاحب المنزل، لذا امتنع بعدها عن إرساله، دون أن يبقى بجانبه، الأمر الذي يسبب له حرجاً.

ويعاني محمد طاهر (42عاماً)، من سكان بلدة الجديدات شرقي الرقة 50كم، من عدم وجود كهرباء منذ نحو شهر، بسبب “سرقة الكابلات”، والتي أدت للانقطاع، وعلى الرغم من المباشرة بتصليح العطل وتمديد كابلات، “لكن لم نرها حتى هذا الحين”.

ويحتاج الرجل للكهرباء “بشكل أساسي”، إذ أنه يعمل حلاقاً ويعتمد على الكهرباء لشحن “مكناته”، لكن هذا مالم يكن، لذا اضطر لشراء مولدة خاصة به، لتسيير عمله.

لكن، المولدة التي يستخدمها تحتاج إلى مصاريف زائدة، إذ تحتاج لنحو 3 آلاف ليرة في الساعة ثمناً لوقودها، وفي هذا الوقت لا يتمكن من الحلاقة لأكثر من شخصين، أي أن مصاريف المولدة تعادل نحو نصف مدخوله.

ويشتكي “طاهر” وسكان ريف الرقة الشرقي، “سرقة” الكابلات الكهربائية، حيث أن ذلك يعني أن العطل لن يتم إصلاحه في أقل من شهر، في الوقت الذي لا يمتلك غالبيتهم ثمن تجهيزات طاقة بديلة.

ويقول عمار الحمد (28عاماً)، وهو من سكان قرية الغسانية التابعة لبلدة الكرامة شرقي الرقة، إن الكهرباء “لا تخدمهم”، نظراً لعطل موجود في “ترنس” (المحول) القرية، الذي غالباً ما يكون متوقفاً عن العمل.

ويضيف لنورث برس، أن تعطل محولة الكهرباء لديهم أصبح عائقاً أمام وصول الكهرباء للقرية، وعلى الرغم من إصلاحها، إلا أنهم لم يستفيدوا، بسبب قلة ساعات الوصل، إذ لا تتجاوز الساعتين على مدار 24 ساعة.

ونتيجة قلة ساعات وصل الكهرباء، لجأ سكاناً في ريف الرقة الشرقي لتركيب طاقة شمسية، حتى أن بعضهم اضطر للاستدانة، لحل مشكلة الكهرباء، التي بات يشتكي منها غالبية سكان الرقة ممن لا تتوفر لديهم مولدات أمبيرات.

تحرير: أحمد عثمان