الحسكة – جيندار عبدالقادر – NPA
أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مختلف مناطق شمال شرق سوريا خلال شهر آذار/مارس الماضي، إلى ارتفاع منسوب الأنهار التي تمر في المنطقة بالتزامن مع فتح الجانب التركي عدداً من السدود لتخفيف الضغط عليها، مما نتج عن تضرر عشرات القرى في عدد من مناطق شمال شرق سوريا بالمياه، وتلف المزروعات في آلاف الهكتارات من أراضي تلك المنطقة.
فقد أدى ارتفاع منسوب مياه نهر الخابور، والذي يصب في سد الحسكة الجنوبي، نتيجة الأمطار الغزيرة، إلى غرق العديد من القرى في ريف الحسكة الشرقي مثل: سبع صكور، تنينير، رد شقرا، الغزالية، وعدد من القرى الأخرى في تلك المنطقة.
كما نتجت عن الأمطار الغزيرة فيضانات و سيول أغرقت أحياء عدة وبلدات في أقصى شمال شرق سوريا مثل أحياء في مدينة ديريك، وكركي لكي (معبدة) وتل حميس وغيرها.
حيث ارتفع منسوب مياه نهري “الجراح” و”الرد” بالقرب من بلدة تل حميس (التابعة لمدينة القامشلي)، فغمرت عشرات القرى الواقعة بينهما وعلى طرفيهما.
الأمطار التي لم تهطل بهذه الغزارة منذ /20/ عاماً في مناطق شمال سوريا وجنوب تركيا، بحسب أعيان المنطقة، غمرت حوالي /50/ قرية تقريباً في شرق الحسكة، وفي بلدات تل حميس، تل براك، ديرك/المالكية، جزعة، تل كوجر، جل آغا/الجوادية، وتربسبيه/القحطانية.
ولم تسجل السيول أي ضحايا بشرية، لكنها أتلفت المزروعات في هذه القرى بشكل شبه كامل.
من جهتها، قالت إحدى المتضررات من ريف تل حميس، سعدة حسين: “تضررت منازلنا وغمرتها المياه بشكل كامل، لقد نزحنا من قرانا ومنازلنا، أطفالنا الآن ليس لديهم أبسط حاجات المعيشة والدفء، نناشد جميع المسؤولين بتقديم مساعدات مستعجلة لنا لإغاثتنا لما حل بنا من مصيبة”.
أمّا المتضرر عباس الغنام، من ريف تل حميس، يقول: “قريتنا تضررت بشكل كامل، وغرقت نتيجة مياه نهري الرد والجراحي، مما أدى لتضرر المزروعات” مضيفاً: “هناك عشرات القرى الواقعة بين خط الملح وبين النهرين وعلى أطرافها تضررت وغُمرت بشكل شبه كامل”.
كما يقول قاسم حمكو، من قرية الواوية بريف تل حميس: “أدت الأمطار الغزيرة لارتفاع منسوب مياه الأنهار وفتحْ بعض السدود في منطقة شمال شرق سوريا”، مشيراً إلى أن منازل القرية مبنية من الطين وتأثرت بشكل كبير نتيجة تلك الأمطار.
ووضح حمكو الوضع الحالي في القرية: “لم يبق في القرية سوى بعض الشباب حالياً، نزح غالبية سكان القرية إلى أمكنة أكثر أماناً، هناك عشرات المنازل التي تهدّمت وأخرى مهددة بالدمار الكامل”.
الجدير بالذكر أن الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، كانت قد شكلت غرفة خاصة للمناطق المنكوبة، بينما لم تقدم المنظمات الدولية أي مساعدات، سوى “الصليب الأحمر الدولي”، ما وصفها أهالي ريف تل حميس الذين تلقوا تلك المساعدات بالــ”خجولة”.