بسبب الأوضاع الأمنية وارتفاع الدولار.. تراجع في الحركة العمرانية في تل تمر

سامر ياسين – تل تمر

“الكل متضرر من توقف البناء”، عبارة اختصر بها أحمد، أوضاع معظم السكان في بلدة تل تمر في ريف الحسكة، في ظل التخوفات الأمنية وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية الأخرى.

ويعمل أحمد كوزي، من سكان بلدة تل تمر، نجار باطون، ويشير إلى أنه ومع التحسن “الطفيف” في الأوضاع الأمنية بالمنطقة، “نرى حركة جيدة في السوق والتجارة، ولكن مشاريع البناء ضعيفة جداً وتكاد تكون معدومة”.

ويرجع “كوزي”، في حديث لنورث برس، سبب ضعف البناء، إلى “تخوف السكان من الأوضاع الأمنية، بالإضافة لأسعار مواد البناء الباهظة”.

ووصل سعر طن الحديد إلى 900 دولار أميركي، وطن الإسمنت إلى 120 دولاراً، بحسب الرجل.

ويضيف: “استمرار ارتفاع الأسعار وسعر صرف الدولار الأميركي، مع هذا الوضع الأمني المتردي في المنطقة، يؤثر علي وعلى عمالي بشكل كبير من الناحية المعيشية، لأن أقل مصروف لأي منزل يجب ألا يقل عن 200 دولار، ومع هذا الوضع نواجه مشكلة كبيرة في تلبية احتياجات المنزل وتأمين المعيشة”.

ويعمل لدى “كوزي”، ثلاثة عمال فقط، في مشروع صغيرة وهو عبارة عن 4 دكاكين مع مدخل درج للبناء، ويقول: “لكن بعد انتهائي من هذا المشروع بالتأكيد سأجلس لأشهر في منزلي دون عمل نظراً للحركة الضعيفة للبناء”.

وتشهد بلدة تل تمر، شمال الحسكة 40 كم، شمال شرقي سوريا، تراجعاً كبيراً في الحركة العمرانية والبناء هذا العام، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة السائدة في البلدة وريفها، والارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية.

ويأتي عدم الاستقرار الأمني، جراء التصعيد العسكري بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب، ورد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، على ذلك التصعيد من جانب آخر. وعليه يبقى عدم الاستقرار هو سيد المشهد في البلدة.

ويصف عبد العزيز بارافي (37 عاماً)، وهو من سكان تل تمر، الحركة العمرانية في البلدة، بـ”المعدومة تماماً”، هذا العام، ويرجع السبب في ذلك إلى “الأوضاع الأمنية السائدة في المنطقة والقصف المستمر الذي تتعرض له البلدة من جانب القوات التركية والفصائل الموالية لها، وهو ما يزيد الخوف والرعب لدى السكان ويقلل بالتالي من رغبتهم بوضع أموالهم في البناء والإنشاءات”.

ويقارن “بارافي”، بين حركة البناء في الأعوام السابقة والفترة الأخيرة، “في الأعوام السابقة كانت حركة البناء والعمل جيدة في البلدة، ولكن مع دخولنا هذا العام انعدمت تماماً ولا نرى إلا القليل القليل من الذين يقومون ببناء منازل أو أبنية”.

ويقول مدير مكتب الخدمات الفنية في بلدية الشعب في تل تمر، كوران محمد، لنورث برس: “قبل عام 2019 كان هناك إقبال كبير على تقديم رخص البناء في بلدة تل تمر، حيث كان يتجاوز عدد الطلبات الـ70 طلباً في العام الواحد، ولكن بعد عام 2019 تدنى عدد الطلبات كثيراً حتى أنه في بعض السنوات وصل إلى حد الانعدام”.

تحرير: تيسير محمد