هل تستطيع الإدارة الذاتية تفكيك قنبلة داعش بمحاكمة عناصره؟

غرفة الأخبار – نورث برس

أفاد عضو الهيئة الإدارية لدائرة العلاقات الخارجية في شمال شرقي سوريا خالد إبراهيم، أنه يجب تفكيك قنبلة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من خلال المسار القضائي وعملية المحاكمات والقضاء على منابعه والبيئات الخصبة الحاضنة للإرهاب.

وجاء كلام عضو الهيئة الإدارية لدائرة العلاقات الخارجية، خلال لقاءٍ أجرته وكالة نورث برس الإعلامية معه ضمن برنامج (حدث وتعليق) الذي تحدث عن قرار الإدارة الذاتية الأخير حول محاكمة عناصر تنظيم “داعش”.

وقال إبراهيم، إنه “في حقيقة الأمر تم القضاء على تنظيم داعش على المستوى العسكري والجغرافي ولكن لا يمكننا القول أنه قضينا على هذا التنظيم إيديولوجياً وفكرياً وعقائدياً”.

وأردف أنه  إذا لم تكن هناك مسارات أخرى توازي المسار العسكري والمسار الجغرافي فلن يكتمل القضاء على التنظيم إلا بتفعيل المسار القضائي لمواجهة هذا التنظيم الذي ارتكب جرائم فظيعة بحق مكونات المنطقة حيث ارتقى معظمها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتابع منهواً لخطر التنظيم قائلاً: إن مخيم الهول هو قنبلة موقوتة أو برميل من البارود وما جرى السنة الماضية في سجن الحسكة كان من الواضح أن تنظيم داعش دائماً يتأهب ويعمل ويرتب صفوقه لإخراج هؤلاء المساجين من مراكز الاحتجاز وتخليصهم أيضا من مخيم الهول ومخيم روج لذلك يجب تفكيك هذه القنبلة والتخلص منها.

وأضاف أن الخلاص لن يتم إلا من خلال المسار القضائي والمسار الخدمي والمسار الاقتصادي والقضاء على منابع داعش والبيئات الخصبة للإرهاب.

وأوضح أنه على المجتمع الدولي التكاتف لإيجاد أطر وصياغات جديدة للقضاء على هذه المنظومة الإرهابية العالمية بشكل أو بآخر لأن القضاء عليه عسكريا وجغرافيا لا يكفي، فمن خلال عمليات التصعيد التي يقوم بها بين الحين والآخر في سوريا والعراق نتوصل إلى أن داعش مازال حياً ويجب تفكيكه بتفعيل كافة المسارات والطرق.

وذكر أن الخط البياني لداعش دائماً في تصاعد في الفترة الأخيرة وهو يتصاعد بحسب المعادلة الدولية أو التطورات الدولية الحاصلة في المنطقة وفي العالم فمستوى خطورة داعش ما زالت موجودة على المنطقة وعلى العالم.

وأجاب إبراهيم عند سؤاله عن رؤية المجتمع الدولي لهذه المحاكمات قائلاً: إن “المحاكمات التي ستقيمها الإدارة الذاتية ستجري حتى الآن لم تلقَ أية مواقف أو ردود لا إيجابية ولا سلبية”.

وأضاف أن الإدارة الذاتية دعت المجتمع الدولي إلى الانخراط الإيجابي في مسار هذه المحاكمات وكذلك جميع الفعاليات الحقوقية والمجتمعية المحلية والدولية تمت دعوتها لذات الأمر، وفقاً لقوله.

وعند سؤاله عن كيفية التعامل مع نساء وأطفال “داعش” كون المحاكما لم تصرح بشيء حول هذا الجانب، أفاد أن جميع هذه التفاصيل ستكون عند الأجهزة القضائية وستتضح عند البدء بالمحاكمات بالنسبة لنساء وأطفال “داعش”.

وأوضح بأنه كل من ارتكب جرماً سواء كان امرأة أو رجل فيجب أن يحاسب، فالنساء اللواتي لم يرتكبن جرائم فسيكون لهن وضع خاص، والأطفال سيكون أيضاً لهم شأن آخر وتعامل آخر ولكن كل هذه التفاصيل ستتضح أكثر عند البدء بالمحاكمات.

وشدد إبراهيم على أن المجتمع الدولي يجب أن يولي اهتماماً أكبر بآلية تفعيل المسار القضائي، مضيفاً أن هذه المحاكمات لا تعني التخلي عن محاكم دولية خاصة لهؤلاء العناصر الذين ارتكبوا جرائم، فالإدارة الذاتية تعد نفسها جزء من عملية محاكمة هؤلاء العناصر.

 وأشار في نهاية اللقاء إلى أن هناك مسائل مؤجلة ومسائل لا زالت قيد الدراسة حول تفاصيل المحاكمات، لأنه لا يمكن للإدارة الذاتية البدء بالمحاكمات إن لم تكتمل جميع العناصر التي تقوم عليها هذه المحاكم من ملفات ومعلومات وادعاءات، واكتمال المسائل الأمنية واللوجستية، وفقاً لحديثه.

إعداد وتحرير: سعد اليازجي