“نقص كمية ورداءة نوعية”.. سائقو تكاسي في منبج يشتكون من المحروقات

فادي الحسين – منبج

لا تكفي كمية المازوت التي يستلمها خلف، والمخصصة لسيارته، لعمله طيلة اليوم، خاصة أن الرجل يجول المدينة عدة مرات، يُقل فيها ركاباً، حيث يعمل سائقاً على سيارة أجرة.

ويشتكي خلف الشلاش (39عاماً)، وهو من سكان منبج ويعمل على سيارة أجرة (تكسي)، من قلة كمية المازوت التي يستلمها لسيارته، ويعتبر أن هذه الكمية “غير كافية” بالنسبة لعمله الذي يحتاج كمية أكبر من التي يستلمها.

ويستلم في كل عشرة أيام 50 ليتراً من مادة المازوت المخصصة للسيارات العمومية، رغم أنه يحتاج إلى نحو 10 ليترات يومياً في الحد الأدنى، ليتمكن من إعالة عائلته، إذ يعتمد في ذلك على سيارته.

ويشتكي سائقو “تكاسي” أجرة في مدينة منبج، شمالي سوريا، من نقص كميات المحروقات، المقدمة لهم، حيث لا تسد حاجتهم، ويطالبون بزيادة الكميات.

ومنذ أسبوعين لم يستلم “الشلاش” مخصصات سيارته من المازوت، لذا يشتري الرجل وقود سيارته من السوق السوداء بـ 2500 ليرة لليتر الواحد، هرباً من الطابور على محطات الوقود التي تقدم المازوت بالسعر المدعوم، لأنه سيقضي يومه كاملاً دون أن يتمكن من جني ليرة واحدة.

ويبلغ سعر المازوت المدعوم 425 ليرة، في حين يصل سعره في السوق السوداء إلى نحو 3 آلاف ليرة، بحسب المنطقة.

ويطالب “الشلاش”، بزيادة كمية المازوت المخصصة لسيارات الأجرة وتحسين نوعيته وتوفيره في المحطات.

كذلك يقول محمد هنداوي، وهو سائق تكسي في منبج، إن كمية المازوت المخصصة لهم، “غير كافية”، عدا ذلك فإن نوعية المازوت “سيئة جداً”، وتسبب أعطالاً في السيارات وتكلفهم مبالغ كبيرة لا يغطيها عملهم.

وفي كل شهر يقوم الرجل بصيانة “طرمبة” المازوت لسيارته، وتغيير الحساس فيها “بمبلغ 300 ألف ليرة”، لذا بات يصفي المازوت في منزله إلا أنه يبقى “سيئاً” ولا يعمل في السيارة، الأمر الذي يجعله يعجز عن إصلاح سيارته مما يجنيه.

ومنذ أكثر من 15 يوماً لم يستلم مخصصاته، رغم أنه من المفروض أن يستلمها كل عشرة أيام، وفي كل مرة يذهب إلى المحطة، لكنه لا يجد فيها مخصصاته ويكون قد تم تأجيله ليوم آخر.

يقول “هنداوي” إن كمية 50 ليتراً أسبوعياً، “لا تكفي لعمل يومين فقط”، ويطالب بزيادة الكمية ليتمكنوا من العمل وتأمين معيشتهم.

وفي التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر العام الفائت، أطلقت الإدارة الذاتية، تطبيق “وصل”، وقالت حينها، إنّه سيكون مُتاحًا لسكان شمال شرقي سوريا، ومهمة التطبيق متابعة مخصّصات السكان من المحروقات، والحفاظ عليها عبر متابعة سجل الاستلام، كما يُعطي التطبيق إشعارات فورية عن كميات ومراكز التوزيع.

وفي نهاية أيار/ مايو من العام الفائت، اعتمدت الإدارة الذاتية البطاقة الإلكترونيّة لتوزيع مخصصات السيارات من المحروقات، وحينها، قال صادق الخلف رئيس الإدارة العامة للمحروقات، إن “البطاقة ستضمن حقوق أصحابها في الحصول على مخصصاتهم”.

وأيضاً يشتكي أحمد جبو (52 عاماً)، من سكان منبج، ويعمل سائق تكسي في المدينة، ولديه عائلة من 10 أفراد، من نوعية المحروقات المقدمة لأصحاب “التكاسي”، والتي تتسبب بزيادة الأعطال في سياراتهم.

يقول السائق لنورث برس، إن تكاليف صيانة السيارة تحسب بالدولار الأمريكي، وتوصيلتهم في الغالب لا تتجاوز 4 آلاف ليرة، في حين أي عطل في أي قطعة في السيارة يفوق الـ 15 دولاراً، لذا يحتاج لمدة عمل من أسبوع إلى عشرة أيام لتعويض ثمن قطعة الغيار الواحدة.

ثم إن المخصصات المقدمة لا تمكّنهم من تلبية “طلبية” خاصة خارج المدينة، أو الذهاب إلى منطقة أخرى مثل الطبقة أو الرقة، “فهي لا تكفي للعمل في منبج”.

تحرير: أحمد عثمان