القامشلي – نورث برس
ذكر قائد عسكري أميركي كبير إن الولايات المتحدة تنشر مقاتلات إف -22 لوقف مضايقات روسية متواطئة مع إيران في أجواء سوريا.
وجاء حديثه بُعيد حادثة تحطم المروحية الأميركية في شمالي سوريا يوم الأحد الفائت، ولازال التحقيق جارٍ فيها.
وذكر موقع “ديفانس ون” المختص بنشر التطورات العسكرية والشؤون الدفاعية على مستوى العالم، أنه مع قيام الطائرات الروسية باستفزاز الولايات المتحدة فوق سوريا، ترسل القوة الجوية للبلاد طائرات إف – 22 للرد على المضايقات.
وقال الجنرال أليكسوس غرينكيويتش، قائد القوة الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، خلال قمة الدفاع التقني السنوية، إن روسيا تواصل الضغط على “وجودنا” على الرغم من موقف الولايات المتحدة للتهدئة.
وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي، قال الجنرال نفسه إن الطائرات الحربية الروسية حاولت استفزاز الولايات المتحدة فوق سوريا.
والأسبوع الفائت أيضاً، حاولت روسيا مرة أخرى اسستفزاز الولايات المتحدة، بحسب غرينكيويتش.
وقالت القيادة الوسطى الأميركية، في بيان مساء الأربعاء، إنها نشرت مقاتلات من طراز “إف -22 رابتور” (F-22 Raptor) في الشرق الأوسط، بالتزامن مع ما وصفته بـ “السلوك غير الآمن للطائرات الروسية”.
وأشار بيان القيادة إلى أن المقاتلات ستعمل بشكل متكامل مع قوات التحالف براً و جواً، وأن نشرها يظهر الأوجه المتعددة للقدرات الأميركية وإمكانية إعادة نشر وتموضع القوات بشكل سريع .
وهذا النشر السريع للمقاتلة إف -22 واندماجها في عمليات قوات التحالف “دليل واضح” على الالتزام المشترك من قبل الولايات المتحدة والشركاء والحلفاء بالسلام والاستقرار في المنطقة، بحسب البيان.
وأوضحت القيادة الوسطى أن المقاتلات الأميركية سوف تندمج مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الجو وعلى الأرض، لكنها أكدت في المقابل أن انتهاك القوات الجوية الروسية لبروتوكولات منع التصادم، “تزيد مخاطر التصعيد وسوء التقدير”.
وقال غرينكيويتش في حديثه عن الوضع الجوي “غير المستقر” فوق سوريا، إنه “أمر محبط للغاية ومزعج في بعض الأحيان، لكن في النهاية لا يهم حقاً” في إشارة منه إلى تحجيم الاستفزازات الروسية مقارنة بالقوة الأميركية.
وقال غرينكويتش إن الوضع في المنطقة مدفوع أيضاً بـ “التقاء خصومنا”، حيث تشتري روسيا الآن طائرات بدون طيار من إيران.
ويعتقد الجنرال أن “هذه الديناميكية أدت إلى تواطؤ، إذا صح التعبير، بين الروس والإيرانيين، وكلاهما يريد رؤيتنا خارج سوريا”.
و قال: إنهم (روسيا- إيران) يتواطئون مع النظام السوري ويحاولون إخراجنا من سوريا بأسرع ما يمكن”.
وأصيب 22 جندياً أميركياً في حادث سقوط طائرة هليكوبتر شمال شرقي سوريا يوم الأحد الفائت، ولاحقاً كشف تقرير لنيويورك تايمز أن المروحية كانت تقل وحدة كوماندوز (قوات خاصة) تحت مسمى “قوة دلتا” شديدة السرية بالجيش، وتم اسعاف 10 منهم إلى ألمانيا.
و بالرغم من أن القيادات الأميركية لم تربط على الفور وبشكل مباشر بين حادثة التحطم والاستفزازات الروسية، إلا أن كلتاهما تأتيان في تقارير ذات السياق نفسه حول الوضع الجوي بسوريا.
ويوجد نحو 900 جندي أميركي في شمال شرقي سوريا في إطار مهمة لقتال تنظيم “داعش”.
وتعرضت القوات الأميركية هناك لهجمات متكررة خلال السنوات الماضية من جانب ميليشيات مدعومة من إيران.
وأصيب 25 عسكرياً أميركياً في ضربات وضربات مضادة بسوريا في آذار/ مارس الماضي، أسفرت أيضاً عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخر.
وشدد غرينكويتش على أن انتشار القوات الأميركية هو لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم “داعش” باعتباره “تهديد حقيقي وعدو الجميع”، وهذا ما يجب أن التركيز عليه في سوريا، بحسب كلامه.