الرقة.. عمّال مياومة يطالبون بتأهيل معامل مدمّرة لتوفير فرص عمل

فاطمة خالد – الرقة

منذ ساعات الصباح الباكر، ينتظر مهند، جالساً على أحد الأرصفة في إحدى الساحات وسط مدينة الرقة، علّه يحظى بعمل أو كما يسميه “مقطوعة”، يحصل مقابلها على أجر يمكّنه من تأمين احتياجات أسرته بضعة منها ليوم.

مهند الصطوف (33 عاماً)، وهو من سكان الرقة، ويعمل بـ”المياومة”، يحصل على فرصة للعمل ليومين أو ثلاثة في “أبعد تقدير”، فيما يقضي باقي أيام الأسبوع جالساً على ذات الرصيف.

الحال واحد، بالنسبة للرجل ومئات من أقرانه ممن ينتظرون في الساحات لساعات طوال، وآخرون بالآلاف يتجولون بين الورش والمحال التجارية علّهم يحصلون على فرصة عمل بدخل ثابت.

وهذا حاله وبقية العمال، يجلسون لساعات عند دوار الدلة وسط المدينة ينتظرون من يأتي لأخذهم للعمل إلا أن الأمر لا يتكرر بشكل يومي.

ويطالب عمال مياومة في الرقة، شمالي سوريا، بإنشاء معامل جديدة، وتأهيل تلك التي تدمرت أثناء الحرب، حتى تتوفر لهم فرص عمل فيها، في ظل غيابها وانتشار البطالة، وبالرغم من استثناء مناطق الإدارة الذاتية من قانون قيصر، إلا أن غياب مشاريع التنمية ينعكس سلباً على السكان.

يقول “الصطوف” لنورث برس، إن “ما نسبته 80 بالمئة من فئة الشباب عاطلين عن العمل، لعدم وجود فرص عمل لهم”، في الوقت الذي ارتفع فيه سعر كل شيء مع تدهور قيمة الليرة السورية، والتي استقرت مؤخراً عند 8800 ليرة للدولار الواحد.

ويرى الرجل أن إعادة تأهيل وترميم المعامل وبعض المنشآت الحيوية كـ معمل السكر والصوامع الإسمنتية في الرقة، “يمكن أن يكون حلاً لتوفير فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل، وسحب العمّال من الساحات العامة”.

ويضيف، أن العمل لا يتوفر لهم بشكل يومي، فقد يضطر للانتظار، “ثلاثة أيام أو أسبوعاً وربما شهراً كاملاً بدون عمل”، ناهيك عن الأجور المتدنية التي يتقاضاها هؤلاء العمال.

ولا يقتصر الانتظار والجلوس على الأرصفة على الشباب فقط، فهناك من اعتاد عليه لسنوات، منتظراً الحصول على عمل ليعود إلى منزله جالباً بعض المال.

وفي عمر الخامسة والأربعين، لا يزال عدنان حمدان، من سكان الرقة، ممن يجلسون عند جامع باسل، مع العديد من العمال أملاً بالحصول على عمل.

يقول “حمدان” إنه بحث عن عمل لسنوات، لكنه لم يجد، لذلك اتجه للعمل في المياومة، ليستطيع تأمين احتياجات عائلته في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية المتدهورة.

وارتفعت الأسعار نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، ما أفقد غالبية سكان الرقة قدرتهم الشرائية ومواكبة التضخم، بسبب تقاضي أجورهم بالليرة.

ويضيف “حمدان” لنورث برس، أنه لو كان هناك معامل مؤهلة، كان سيضم الواحد منها أكثر من 5 آلاف عامل، وستختفي البطالة المنتشرة، إضافة إلى توفر العمل بشكل دائم.

وسجل الرجل اسمه في مكتب التشغيل بمجلس الرقة المدني، لكن عمره حال دون حصوله على وظيفة، “تجاوزت السن المطلوب للعمل لا حيلة لي سوى الجلوس على الرصيف وانتظار العمل”.

كما يثقل البحث عن العمل كاهل حسين العلي (47عاماً)، من سكان الرقة، ولا يختلف حاله عن سابقه، إذ يعمل الرجل منذ عدة سنوات في المياومة.

يقول “العلي” إنه غالباً ما يضطر للبقاء بدون عمل لمدة أسبوع أو أكثر، وخاصة بعد توقف أعمال البناء في فترة إغلاق معبر سيمالكا، وانقطاع الإسمنت وارتفاع أسعاره بعد ذلك.

ويضيف أن ارتفاع الأسعار والغلاء لا يتناسب مع مردودهم اليومي في حال توفر العمل، حيث يضطر لإلغاء بعض الاحتياجات لتأمين تلك الأكثر أهمية، وفقاً لقوله.

ويطالب “العلي” الجهات المعنية بإعادة تأهيل المعامل كمعمل السكر شمالي الرقة، وبناء معامل جديدة تضم أكبر عدد من العاملين والعاطلين عن العمل، لتأمين فرص لهم.

تحرير: أحمد عثمان