مع بداية الصيف.. مخيم الركبان يعاني أزمة مياه خانقة
محمد الحمصي – الركبان
مع دخول فصل الصيف، يتذمر فواز، من تفاقم أزمة المياه أكثر مما هي عليه الآن، إذ إنها ومنذ سنوات لا تزال شبه مفقودة في مخيم الركبان.
ويقول فواز الخالدي وهو أحد قاطني المخيم، إن كمية المياه “قليلة جداً ولا تكفي الحد الأدنى من احتياجاتنا”.
وتبعد المياه الغربية حوالي 3كم عن مساكن النازحين في المخيم، مما يجبرهم على استعمال المركبات لنقل المياه في ظروف صعبة قد يصل فيها ثمن ليتر المازوت إلى 15000 ليرة سورية وقد لا يتوفر في كثير من الأحيان.
ويشير “الخالدي”، في حديث لنورث برس، إلى أنه “مع الأسف الكثير من المركبات على الخط الغربي تعود فارغة دون أن تحصل على المياه”.
و”ما يزيد الطين بلة”، هو أن المياه رغم قلتها تكون غير معالجة بشكل جيد، “شبكة الضخ قديمة جداً وشبه مهترئة، وتحتاج للصيانة، إذ تتسبب بهدر كميات كبيرة من المياه أثناء الضخ، في وقت يحتاج سكان المخيم لكل قطرة من الماء”.
وتشكل المخيم منذ حوالي الثماني سنوات، في بادية الحماد السورية على الحدود السورية العراقية الأردنية، نتيجة الحرب في سوريا، بدايته كان ممراً غير شرعي للاجئين إلى الأردن ومع مرور الوقت وفي النصف الثاني من عام ٢٠١٣ بدأ يتشكل هذا المخيم.
وتفتقر منطقة الركبان بالكامل إلى الموارد المائية حيث عمق الماء يتجاوز 300 متر عن سطح الأرض، ولا توجد آبار قريبة على المخيم، إذ أقربها يكون على مسافة 25 وأبعدها قد يصل إلى 55كم.
ويشكل بعد الآبار عبئاً على السكان في نقل المياه، في ظل ظروف صعبة نتيجة الحصار المفروض على مخيم الركبان منذ سنوات من قبل قوات الحكومة السورية وحلفائها.
ومنذ ثلاث سنوات، وإلى الآن لا تزال مشكلة المياه مستمرة خاصة في فصل الصيف، إذ ناشد سكان المخيم الصيف الماضي، الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية، لحل المشكلة.
واقتصرت استجابة منظمة في المنطقة وبعض فرق الطوارئ، على دعم سكان المخيم بعدد من المركبات لنقل المياه من الخبرات (جور كبيرة تمتلأ من مياه السيول) والآبار البعيدة عن المخيم، لسكانه، إلا أن تلك المياه لا تصلح سوى للغسيل والاستحمام.
وطالب محمد الصالح (46 عاماً) وهو أحد سكان المخيم، المنظمات المسؤولة عن ضخ المياه برفع منسوب الضخ تماشياً مع زيادة الاستعمال في هذه الفترة من السنة، مشدداً على ضرورة توفر المياه مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة.
وبدوره شدد يوسف رضوان عضو هيئة الشؤون المدنية في مخيم الركبان، على ضرورة زيادة الجهات المختصة والمسؤولة عن المياه في المخيم، كمية ضخ المياه إلى قاطنيه.
ومع دخول الصيف تزداد الحاجة للمياه لأكثر من الضعفين، خاصة في ظل الأعمال التي تترتب على سكانه من ترميم للمنازل وغسل للأثاث بسبب الغبار والأمطار التي هطلت خلال الشتاء، خاصة أن تلك البيوت جدرانها وأراضيها من التراب.
وأشار “رضوان”، في حديث لنورث برس، إلى أن منظمة اليونيسيف تقوم بضخ المياه من الداخل الأردني بإشراف منظمة عالم أفضل، إلى المخيم عبر خطين”.
وأضاف: “الخط الغربي، مخصص للمركبات الكبيرة، والخط الشرقي ويبعد عن الأول حوالي 7كم يكون مخصصاً للمشاة والعربات الصغيرة والطنابر التي تجرها الحمير أو البغال”.
ومع معاناة قاطني المخيم، “يفترض على اليونيسيف أن تزيد كمية الضخ بشكل تلقائي، مع بداية فصل الصيف، وأن تقوم بأعمال الصيانة بأسرع وقت”.