“ضاع كل تعبنا”.. خسائر تكبدها مزارعون بريف تل تمر بسبب حبّات البرد
سامر ياسين ـ تل تمر
يقف المزارع محمود أمام أرضه وينظر بحسرة إلى سنابل القمح الملتوية والمكسورة بسبب حبّات البرد التي ضربت المنطقة في أوائل شهر أيار/مايو الماضي.
محمود علي عبد الله، (43 عاماً)، من سكان قرية “تل حفيان” بريف تل تمر الجنوبي، شمال الحسكة، تضرر محصوله من القمح بسبب حبّات البرد، بنسبة تجاوزت الـ80%.
يقول لنورث برس: “كنت قد جهزت أكثر من مئتي كيس فارغ لجني محصولي عندما يحين وقت الحصاد، ولكن لم أستطع تعبئة أكثر من 20 كيساً فقط”.
ويصف المزارع الضرر بـ”الكبير جداً”، إذ تكسرت أغلب الأعواد التي تحمل سنابل القمح، وما تبقى منها بات فارغاً بشكل تام من حبات القمح، بسبب قوة العاصفة وحجم حبات البرد التي شهدتها المنطقة.
وكان “عبد الله”، زرع حوالي 50 دونماً من مادة القمح في أرضه المجاورة لمنزله في قرية تل حفيان، جنوب تل تمر، بكلفة تجاوزت الـ20 مليون ليرة سورية، وبعد جني ما تبقى من المحصول في أرضه تفاجأ بمردود قليل لا يساوي ربع المبلغ الذي صرفه لزراعة الأرض، حسب قوله.
وبخصوص تعويض المزارعين المتضررين يقول: “طالبنا أكثر من مرة مديرية الزراعة في تل تمر والجهات المعنية بتعويضنا هذه الخسارة، لكن دون أي جدوى، وقد أخبرونا في المديرية بأن لا مجال للتعويض بسبب عدم القدرة والإمكانية”.
وتعرضت منطقة تل تمر وريفها، وأغلب مناطق الشمال السوري لعواصف رعدية ومطرية رافقتها تساقط لحبّات البرد كبيرة الحجم في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو الفائتين، وتسببت بأضرار جسيمة في المحاصيل الزراعية وخسارة كبيرة للمزارعين.
لم يغطِّ المصاريف
تكلف المزارع فراس إبراهيم الشاهر من ذات القرية، عشرة ملايين ليرة لزراعة 30 دونماً من الحنطة، ولكن بعد تعرض أرضه لتلك العاصفة وحبّات البرد، انكسرت أغلب السنابل ووقعت كل حبوبها على الأرض ولم يعد بالاستطاعة جمعها.
يقول لنورث برس: “حصدنا ما تبقى من الأرض ولكن لم يغطِّ حتى المصروف الذي دفعناه، وحتى الآن أنا مطالب بديون كبيرة كنت قد وعدت بتوفيتها بعد جني المحصول”.
ويتذمر المزارع من غياب الدعم من أي جهة “بعد هذه الخسارة الكبيرة التي تكبدناها”.
شوال واحد فقط لكل دونم
يقول أيضاً المزارع سالم الهجر، من قرية تل حفيان، وهو أحد المتضررين من العاصفة الأخيرة لنورث برس: “كنت أتوقع أن أحصد من كل دونم مزروع ومروي أكثر من 4 إلى 5 شوالات، ولكن بسبب العاصفة لم تجنِ الأرض أكثر من شوال واحد من كل دونم، علماً أن زراعة وري هذه الأرض التي لا تتجاوز مساحتها الـ25 دونماً كلفتني أكثر من 7 ملايين ليرة سورية، وحصدت منها 25 شوالاً فقط، ولن أستطيع تغطية تكاليف زراعتها”.
ويطالب “الهجر” الجهات المعنية ومديرية الزراعة بضرورة تعويضهم عن هذه الخسارة لأنهم لن يستطيعوا رد الديون التي تراكمت عليهم لزراعة أراضيهم.
ويبلغ إجمالي المساحات المتضررة بسبب حبات البرد التي ضربت المنطقة، 75 ألف دونم، مقسمة على 40 ألف دونم من مادة القمح، و17 ألف من مادة الشعير بشقيهما المروي والبعلي، وذلك من إجمالي مساحات الأراضي المزروعة التي تجاوزت الـ300 ألف دونم بين المرخصة بشكل رسمي من المديرية وغير المرخصة، بحسب مديرية الزراعة في تل تمر.
و عن تعويض المزارعين المتضررين، قالت سناء عباس، عضوة قسم الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة في تل تمر لنورث برس: “لا يوجد أي برنامج أو خطة لتعويض المزارعين في الوقت الحالي، بسبب انشغالنا الكامل بتوريد واستلام محصول القمح من المناطق التابعة للإدارة الذاتية إلى الصوامع المتواجدة في المنطقة”.