ليلى الغريب ـ دمشق
لحقت الفضة بأسعار الذهب صعوداً، والقطعة التي كانت تباع بمبلغ 1500 ليرة أصبح سعرها 200 ألف ليرة، وقد تصل إلى 300 ألف بعدما وصل سعر الغرام إلى أكثر من 9 آلاف ليرة، الأمر الذي جعل الإقبال على الفضة محدود أيضاً لزبائن محددين يرغبون في اقتناءها، لأنها لا تصلح للاكتناز.
صاحب ورشة فضة، قال لنورث برس، إن كلفة التصنيع تتراوح بين 12 إلى 20 ألف ليرة، وأن التكلفة تختلف باختلاف نوع الحجر فيما إذا كان “تقليد أو أصلي”.
وأشار إلى أن غرام الفضة لم يكن يتجاوز 50 ليرة مع تكاليف العمل، وأن قطعة زنتها 50 غرام لم يكن سعرها يتجاوز 2000 ليرة، بينما الآن ذاتها لا تقل عن 400 ألف ليرة.
ولفت إلى أن زبائن الفضة هم ممن يطلبون تواصي محددة مثل تصنيع خواتم، أو أسماء وسلسال.
إعادة تدوير
وعن مصدر الفضة طالما أنها ممنوعة من الاستيراد، بين صاحب الورشة أن ما يوجد في السوق هي عبارة عن “قطع يعاد تدويرها”، حيث يتم استخلاص المعادن المخلوطة مع الفضة كالنحاس، ويعاد التصنيع، وأن الغرام يباع بكسر يتراوح بين 1000-1500 ليرة في الورشة، لأن هنالك فضة مخلوطة مع النحاس ويكون عيارها غير صاف.
وأشار إلى أنه “لا يوجد نقص في الأسواق، والكميات المتوافرة كافية، وأن الطلب محدود، ففي حين يطلب منه في بعض الفترات 1-2 كيلو فضة، تمر أيام كثيرة لا يوجد فيها أي طلب للتصنيع”.
ولفت صاحب محل لبيع الفضة، أن الأنواع الموجودة في المحل بعضها من نوع صيني وآخر هندي، وأحياناً من مصدر تركي.
وعن مصدر تلك البضائع قال صاحب المحل، إنها “بضائع قديمة” موجودة في البلد، بينما أشار آخر إلى دخول بعضها “كتهريب”.
عضو في جمعية الصاغة، قال لنورث برس، إن حرفة الفضة تتميز في كل من دمشق وحلب، وعدد العاملين فيها في حلب يفوق دمشق.
وأشار إلى أن عدد الحرفيين الذين ما زالوا يعملون في الفضة أكثر من غيرهم في بقية الحرف، مع العلم أن عددهم تراجع كثيراً خلال سنوات الحرب، وأن قسماً كبيراً منهم، قدره بثلاثة أرباع الحرفيين العاملين في مجال الفضة، قد هاجر إلى دول مجاورة مثل تركيا ولبنان ودبي.
كما الإكسسوار
وعند الاستفسار من إحدى الزبائن في محل للفضة عما تريد أن تشتريه، قالت الشابة، إنها تحب أن تتزين بقطع ناعمة من الفضة، وأنها في السابق كانت تشتري الفضة كما الإكسسوار، ولكن بعد ارتفاع أسعاره، لم تعد تشتريها كما السابق، إلا عندما تضطر لتقديم هدية مختلفة لأحد المقربين، إذ أن الجميع يشتري الفضة، وهو يعلم أن المبلغ الذي أنفقه لن يستفيد منه عند الحاجة، كما الحال مع الذهب.
وشددت السيدة التي تبيع في المحل أن أعداد الزبائن تراجع كثيراً بعد ارتفاع أسعار الفضة، وأن الإقبال على الذهب أكثر منه، لأن من يشترون الذهب حالياً للادخار، وهذا لا يتحقق مع الفضة.