أطفال مصابون بالسرطان في شمال شرقي سوريا بحاجة لدعم غائب

نالين علي ـ القامشلي

تمسك مها بيد ابنها محمد ذو الـ13 عاماً، لتخفف عنه مأساته, بعد أن فقد بصره منذ عام وثلاثة أشهر, نتيجة إصابته بسرطان الدم.

مها الأحمد (40 عاماً) من سكان قرية خراب باجار التابعة لمدينة معبدة بريف القامشلي شمال شرقي سوريا, “منذ قرابة ثلاثة أعوام, أصيب محمد بسرطان الدم, وأقوم بمعالجته بالشام”.

ولكن ونتيجة لخطورة مرضه وعدم قدرة الأم على المعالجة في وقتها, فقد ابنها بصره منذ حوالي عام وثلاثة أشهر وبات بحاجة لزرع خلايا للعين حتى يستطيع الرؤية من جديد.

وتضيف الأم لنورث برس: “أطباء الشام أخبرونا بأن عملية محمد تنجح فقط في ألمانيا, ووضعنا المادي لا يسمح لنا بتحمل تكاليف السفر والعلاج, خاصة أنني لا أعمل وزوجي متوفي”.

منذ بداية افتتاح مركز فرح الترفيهي لأطفال السرطان بمدينة معبدة, قامت مها بتسجل محمد ضمن المركز, للاختلاط أكثر ضمن الأطفال ولتخفيف معاناته وآلامه.

تقول السيدة الأربعينية، وبينما تحبس دموعها: “كل 15 إلى 20 يوماً, أذهب برفقة محمد إلى الشام لأخذ الجرعات الكيماوية. يقول الأطباء إن وضعه بات يتدهور ويجب إجراء عملية زرع الخلايا لعينه في أسرع وقت ممكن”.

وتضيف: “لا أحد يدعم المركز هنا, لا جهات مسؤولة ولا المنظمات أو حتى سكان المنطقة, فقط يعطون الوعود بالمساعدة دون أي تنفيذ, ما مصير أطفالنا؟

وتعرب الأم عن تمنيها في دعم المركز، “حتى يتم دعمنا أيضاً ومعالجة أطفالنا المرضى بالمنطقة”. وتضيف بصوت تخنقه العبرة: “ابني وحيد وبتمنى عالجه قبل فوات الأوان”.

وتشترك عيدية العلي(40 عاماً) من سكان تل كوجر, في المعاناة مع سابقتها، وتقول بلهجتها المحلية: “دعم لأطفال السرطان ما في هون بالمنطقة”.

ولدى “العلي” طفلة تدعى رحاب (8  أعوام) مصابة بسرطان العين وتحتاج لمعالجة طويلة ورعاية في مشافي الشام, “ووضعنا المعيشي لا يسمح لنا بفعل شيء”.

وتتذمر “العلي” من غياب الدعم، “لا يوجد دعم لأطفال السرطان بالمنطقة, أو مراكز مهتمة بشأنهم, ما مصير أطفالنا؟

بدورها أوضحت لينا ميرزا مديرة مركز فرح لأطفال السرطان، في حديث لنورث برس، أن “المركز مشروع إنساني خاص ليس تابعاً لأي جهة أو منظمة, المركز مجاني ويعتمد على المبادرات الخيرية فقط”.

وتم افتتاح المركز منذ قرابة عام، بعد أن تم التجهيز له بجهود شخصية على مدار سبعة أعوام.

وتشير مديرة المركز لغياب مراكز خاصة ومهتمة بأطفال السرطان في المنطقة، “لذلك قمت بافتتاح هذا المركز, والذي يهتم بالدرجة الأولى بالعلاج النفسي للأطفال وتقديم أنشطة ترفيهية لدعمهم وتخفيف أوجاعهم”.

في البداية كان هناك 5 أطفال فقط, واليوم يوجد 22 طفلاً بينهم أطفال مصابون بالسرطان, والتلاسيميا، بحسب إدارة المركز.

ويعتمد المركز على “تبرعات أهل الخير, دون دعم أو تمويل من أي جهة مسؤولة, والتبرعات التي يتم إعطائها للمرضى بالمركز قليلة جداً، لا تكفي مصاريف وتكاليف معالجتهم”.

وجميع الأطفال بالمركز وبشكل عام، مصابون بالسرطان وبحاجة لدعم نفسي ومساعدة من المحيط الذي يعيشون فيه, “ويجب علينا تقديم يد العون لهم”، بحسب ما تقول “ميرزا”.

وتواصلت إدارة المركز مع عدة جهات معنية ومسؤولة في المنطقة ومنظمات أيضاً، لتقديم الدعم والمساعدة لأطفال مرضى السرطان، لكن لم تتلق أي رد، بحسب مديرة المركز.

تحرير: تيسير محمد