ركود مبيعات وسائل التبريد لضعف القدرة الشرائية في القامشلي
دلسوز يوسف ـ القامشلي
بينما يتصبب العرق من جبنيه مع ارتفاع درجات الحرارة، يشكو أحمد خليل، من ارتفاع أسعار وسائل التبريد في أسواق مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، وسط ضعف في القدرة الشرائية.
ويقول الرجل الخمسيني، لنورث برس: “أصحاب الدخل المحدود مثلي، لا نستطيع شراء وسائل التبريد، المكيفات أسعارها تتجاوز المليون والمليونين، التجار يتلاعبون بالسلع التي يحتاجها الشعب”.
وقبل يومين استفسر “خليل” عن سعر مروحة في أحد الأسواق الشعبية، إذ بلغ سعرها نحو 225 ألف ليرة (نحو 25 دولاراً)، “ليس لدي القدرة لشرائها خاصة بالنسبة لنا كموظفين”.
ويشهد سوق القامشلي، مع حلول فصل الصيف حالةً من الركود في مبيعات وسائل التبريد لضعف القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من السكان، في ظل تهاوي قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، إذ وصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى نحو 9 آلاف ليرة للدولار الأمريكي الواحد.
وتؤكد الأمم المتحدة أنه بسبب الحرب في سوريا، يعيش أكثر من 90 % من سكان البلاد تحت خط الفقر.
ويطالب “خليل” الجهات المعنية بضرورة العمل على “الحد من جشع التجار، “بعض الناس لا يملكون مكيفات تبريد، يقضون صيفهم على الوسائل البدائية مثل المحارم المبللة وتهوية أنفسهم بأيديهم”.
وفي أحد شوارع القامشلي الرئيسية، يصف إبراهيم عثمان، وهو صاحب صالة للمناسبات في القامشلي، ارتفاع أسعار مواد التبريد وغيرها بـ”النار”.
ويقول لـنورث برس: “القوة الشرائية عند المواطن صفر، كل شيء بالدولار وواردنا بالليرة السورية. الوضع صعب جداً”.
وكما تغيب المناسبات عن صالة “عثمان” تغيب أيضاً أدوات التبريد في أركانها، ويضيف باللهجة العامية: “ما أقدر أجيب التبريد لتكيف الصالة، كلو دولار وما عندي (..) الشغل ضعيف جداً”.
ويعلل تجار في سوق القامشلي، ارتفاع أسعار وسائل التبريد بـ”استيرادها بالدولار من إقليم كردستان العراق”.
ويعزو تيمن فرج، صاحب معرض للمستلزمات المنزلية والأدوات الكهربائية في القامشلي، ضعف حركة المبيعات إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويوضح لنورث برس، أن “فرق العملة بين الدولار والليرة السورية، قفز بأسعار وسائل التبريد إلى أضعاف مقارنة مع العام الفائت، فمثلاً سعر المروحة العام الفائت كانت 25 دولاراً وكانت تساوي قرابة 80 ألف ليرة أو أقل، لكن حالياً تساوي أكثر من 200 ألف ل.س، مع العلم أن سعرها بالدولار لم يتغير”.
ويشير صاحب المعرض إلى أن نسبة مبيع المكيفات العام الفائت كانت “أفضل”، لكن هذا العام “الجميع يعتمد على مراوح أرضية لرخص ثمنها”.