أجور متدنية وأسعار مرتفعة.. عمّال القطاع الخاص في منبج يعانون
مريم تلرفيدي – نورث برس
تركت فاطمة، عملها في إحدى المدارس الخاصة بمنبج، بسبب تدني الأجر الذي كانت تتقاضاه، والذي لا يواكب الارتفاع الكبير في الأسعار نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية.
انتقلت فاطمة مرعي (45عاماً)، وهي من سكان منبج، للعمل بعيادة طبيب خاصة براتب شهري يقدّر بـ 100 ألف ليرة، بعد أن تركت عملها السابق كـ مرافقة طلاب بمدرسة خاصة كانت تتقاضى لقائه 50 ألف ليرة كأجر شهري.
رغم ذلك، لا تزال المرأة تعاني قلة الراتب الذي لا يسد احتياجاتها وعائلتها، إذ أنها المسؤولة عن الإعالة وتأمين احتياجات أطفالها.
يعاني العاملون في القطاع الخاص، في منبج، شمالي سوريا، من تدني قيمة الأجور، في ظل انهيار مستمر بقيمة الليرة السورية، وارتفاع تكاليف المعيشة.
ونتيجة قلة فرص العمل وجدت “مرعي” نفسها مُجبرة على العمل بأجر قليل، لتأمين بعض احتياجات أسرتها.

وفي ظل تدني الأجور، فإن لدى العاملين في القطاع الخاص التزامات عليهم تنفيذها، من إيجارات منازل، وفواتير كهرباء ومياه، ومواصلات واتصالات، ومصاريف المعيشة.
كذلك يشتكي عبد الله المحيميد (27عاماً)، وهو من سكان منبج، من تدني أجره الذي يتقاضاه من عمله في مكبس بلوك، إذ لا يتجاوز 20 ألف ليرة في اليوم الواحد.
ذلك الأجر الذي يتقاضاه، لا يكفي متطلبات عائلته من مستلزمات وطعام، كما أنه لا يتماشى مع سعر صرف الدولار، وبمقارنة مع رواتب العاملين في القطاع العام يبدو أقل بكثير مما يتقاضى العاملين هناك.
يطالب الرجل برفع أجور العاملين ضمن القطاع الخاص، وتحديد أجور لهم، بما يتناسب مع صرف الدولار.
ووصل سعر صرف الدولار مؤخراً، إلى أكثر من 9 آلاف ليرة، في تدهور مستمر لقيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، والتي أدت لانخفاض القدرة الشرائية للسكان، وعدم قدرتهم على مواكبة ارتفاع الأسعار.
ونتيجة عدم تماشي الأجور مع الوضع الاقتصادي في منبج وارتفاع الأسعار، يلجأ “المحيميد” إلى شراء المستعمل من الملابس (البالة) لأطفاله لعدم استطاعته شراء الجديدة، بالإضافة لشراء الخضروات الرخيصة حتى وإن كانت مصابة بالتلف.
ويعاني عمال القطاع الخاص في منبج وريفها من ساعات العمل الطويلة مقابل أجور ضئيلة، بالإضافة إلى ما تسببه من مشاكل صحية، تتطلب ما يعادل أضعاف الراتب الذي يتقاضوه ثمناً للعلاج، بالإضافة للمشاكل النفسية التي يتعرضون لها جراء التفكير في كيفية تأمين لقمة عيشهم وتأمين متطلبات عائلاتهم.
وكسابقيّه يشتكي أحمد الحسن (25عاماً)، من سكان منبج، ويعمل خياطاً في إحدى ورش الخياطة في المدينة، من الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار المستمر.
بينما أجره لم يتغير منذ سنتين، ويعاني “الحسن” من الأجر الذي يتقاضاه، حيث لا يكفي لمتطلبات الحياة اليومية، ويستدين أضعاف راتبه لتأمين حاجيات المنزل.
ويعمل الرجل يومياً لمدة 12ساعة متواصلة تتخللها ساعة استراحة واحدة لتناول وجبة غداء يشتريها على حسابه الخاص، وسببت ساعات العمل الطويلة له “الديسك”، نتيجة الجلوس لساعات على آلة الخياطة.
وبات يشتري بعض الأدوية ويهمل بعضها نتيجة ارتفاع أسعارها وسعيه لتأمين حاجيات أسرته، وإذا ما أراد أخذ العلاجات اللازمة فإنه سيدفع أضعاف ما يتقاضاه.
إلى ذلك، يطالب عمال القطاع الخاص في منبج وريفها، بإيجاد حل لتدني الأجور، وزيادتها لتتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها المنطقة.