لتحقيق اكتفاء ذاتي.. مزارعون في الرقة يضاعفون المساحات المزروعة بالخضار

فرات الرحيل – الرقة

زاد فياض من مساحة الخضروات الصيفية التير زرعها بأرضه هذا العام، بعد ارتفاع أسعارها في السوق، وحاجته لصناعة “مونة” منزله من خضروات أشرف عليها، علّها تخفف عنه بعض مصاريف الشتاء، حينذاك ترتفع أسعار الخضار لمستويات قياسية.

زرع فياض الحسين (30عاماً) وهو من سكان بلدة الكرامة 35 كم شرقي الرقة، دونمان ونصف بالخضروات الصيفية، والمساحة التي زرعها فياض تكفي حاجات أسرته من الخضروات كل فصل الصيف.

ويتجه الكثير من أصحاب الأراضي في الرقة لزراعة الخضروات الصيفية ضمن أراضيهم، وبات الكثير منهم يوسّع في زراعته لتحقيق اكتفاء ذاتي بالخضروات الصيفية، وصناعة “المونة” الشتوية، لتخفيف بعض المصاريف.

ورغم ارتفاع تكاليف زراعة الخضروات هذا العام، إلا أن “الحسين” زاد من المساحة، واشترى الرجل “الشتلات” بأسعار مرتفعة.

لكن الرجل يقول، إن أي تكاليف سيدفعها بخضرواته قليلة مقارنة بما سيشتريه من السوق، حيث لاتزال البندورة تُباع بأكثر من 3 آلاف ليرة، والخيار بـألفي ليرة، وخضروات أخرى تصل لـ 7 آلاف ليرة، وحتى 50 ألفاً للكيلو الواحد منها كالبامية.

واشترى “شتلات” الخضروات التي يرغب بزراعتها بـ 100 ليرة تقريباً للواحدة منها، عدا عما زرعه بما يُعرف بـ “المصطبة”، حيث كلفته مبلغاً ليس بالقليل من بذار ونايلون وقضبان حديد.

وزرع “الحسين” المساحة التي خصصها للخضروات، بأنواع عدة منها، كـ البندورة، الفاصولياء، الباذنجان، البامية، الخيار، والبصل أيضاً، حتى لا يضطر لشراء الخضار من السوق، في ظل ارتفاع أسعارها.

بينما طلب علي العلي (31عاماً)، من سكان الجديدات 50كم شرقي الرقة، من جاره جزءاً صغيراً من أرضه، كي يتمكن من زراعة خضروات صيفية فيها، إذ أنه لا يمتلك أرضاً لزراعتها، ولم يتردد جاره بمنحه دونماً.

ما دفع الرجل لذلك، صعوبة ظروفه المعيشية، لكن فضّل الطلب وشراء البذور و”الشتلات”، حتى لا يضطر لشراء الخضار من السوق، وستساعده المساحة التي منحه إياها جاره في الاكتفاء ذاتياً صيفاً، وصناعة “مونة” الشتاء.

يقول “العلي” لنورث برس، إن هناك أقبالاً كبيراً من السكان على زراعة الخضروات الصيفية، لذا تحكّم أصحاب “الروبات” (المصاطب) بأسعار الشتلات ورفعوه من 15 ليرة للواحدة، إلى 75 ليرة.

و”الروبة” أو “المصطبة”، هي مكان زراعة “الشتلات” بفترة تسبق زراعة الخضروات، يزرعها المزارعون في بداية شباط من كل عام، حيث يحفرون في الأرض بمعدل 30سم ويخلطون روث الأغنام والتراب ويفرشونه بأرضية الحفرة ثم يرشون البذار ويغطونه لينمو ويحمونه من البرد، تمهيداً لنقله إلى الأرض عندما يحين موعد الزراعة.

وفي هذا العام انتشرت الحشرات التي تأكل جذور “الشتلات”، ومنها ما يُعرف محلياً بـاسم “كلب المي”، ما يُجبر المزارعين على شراء “شتلات” أخرى، وإعادة زراعتها.

يقول “العلي” لنورث برس، إنه بحث بجميع الصيدليات الزراعية عن مبيد لمكافحتها، لكن أي منها لم ينجح، ما سبّب خسائر للمزارعين، الذين يدأبون على مواصلة زراعتهم.

وكما حال سابقيه، حرص خالد الخلف (36عاماً)، وهو من سكان قرية البيدر شمالي الكرامة، على زراعة الخضروات الصيفية، وحاله ينسحب على غالبية سكان ريف الرقة.

ورغم امتلاكه أرضاً زرع جزءاً منها بالخضروات، إلا أن الرجل حاول أن يستفيد أيضاً من مساحة شاسعة في “حوشه”، وزرعها ببعض الخضروات.

ويأمل المزارعون بنجاح خضرواتهم التي زرعوها، ورغم أنها تعتبر تقليداً لدى المزارعين، حيث يزرعوها في كل عام، إلا أن هذه السنة باتت زراعة الخضار حاجة ملحّة لديهم.

تحرير: أحمد عثمان