محققون أمميون يجمعون أدلة على استخدام “داعش” للأسلحة الكيماوية
دمشق – نورث برس
يقوم محققون تابعون للأمم المتحدة، بجمع الأدلة على تطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق بعد أن استولوا على حوالي ثلث البلاد في عام 2014.
وقال كريستيان ريتشر رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مجلس الأمن، إن تنظيم “داعش” قام بتصنيع أسلحة كيميائية ونشرها كصواريخ كيميائية وقذائف هاون، فضلاً عن عبوات ناسفة مرتجلة، بالقرب من قضاء تازة خورماتو وهي مدينة تقع في محافظة صلاح الدين وسط العراق.
وأشار إلى أن الأسلحة وقتها أصابت الأحياء السكنية والحقول الزراعية في تلك المنطقة.
ويعتقد أن الهجوم على تازة خورماتو كان أول استخدام للأسلحة الكيميائية من قبل التنظيم، وفقاً للأمم المتحدة.
ونقلت تقارير إعلامية أميركية من بينها واحدة لـ “أسوشيتد برس” عن المحققين الأممين قولهم إن أكثر من 6000 شخص عولجوا من إصابات وتوفي طفلان في غضون أيام من التعرض للهجوم (على البلدة العراقية)، بينما لا يزال العديد من الناجين يعانون من آثار مزمنة ومستمرة.
وقال ريتشر إن تحقيق فريقه “قدم رؤى وتحليلات متخصصة بشأن الذخائر والمخلفات والمواد التي تم العثور عليها”.
وقال: “تم اكتشاف كميات كبيرة من أدلة ساحة المعركة، بما في ذلك سجلات رواتب داعش والمراسلات، مما سمح للفريق بتحديد الأشخاص الذين يهمهم الأمر وإقامة روابط مع كبار أعضاء داعش المحتملين”.
واستولى تنظيم “داعش” على مدن عراقية وأعلنوا الخلافة على مساحة واسعة من الأراضي في سوريا والعراق في عام 2014.
وأعلنت هزيمة التنظيم رسمياً في العراق في عام 2017 بعد معارك دامية استمرت ثلاث سنوات خلفت عشرات الآلاف من القتلى، ومدن في حالة خراب.
ومع ذلك، تواصل خلاياه النائمة شن هجمات في أجزاء مختلفة من العراق.
وفريق تحقيق لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم “داعش، المعروف باسم “يونيتاد”، الذي يرأسه ريتشر، أنشأه مجلس الأمن في عام 2017 لجمع الأدلة حتى يمكن محاسبة مرتكبي الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في المحاكمات.
وقد عملت بشكل وثيق مع المسؤولين القضائيين العراقيين.
وقال تقرير صادر عن يونيتاد في مايو 2021 إن التنظيم “اختبر عوامل بيولوجية وكيميائية وأجرى تجارب على سجناء تسببت في الوفاة”، وبدأ تحقيق أولي.
وقال ريتشر إن فريقه قاد الجهود التي أدت حتى الآن إلى رقمنة ثمانية ملايين صفحة من وثائق “داعش” التي تحتفظ بها السلطات العراقية، وكخطوة تالية، يقوم يونيتاد بإنشاء أرشيف مركزي “سيكون المستودع الموحد لجميع الأدلة الرقمية ضد داعش”.
وقال ريتشر إن يونيتاد يعطي الأولوية أيضاً لـ “الأشخاص المعنيين” الذين يعيشون في بلدان أخرى ويدعم حالياً الإجراءات الجنائية ضد أعضاء وعناصر داعش المزعومين في 17 دولة.