الرقة.. زيوت “رديئة” الجودة تسبب أعطالاً في السيارات

فاطمة خالد – الرقة

بعد أن سارت سيارته لمدة يومين، فوجئ خالد بصوتٍ غريب صدر منها، وماهي إلا دقائق حتى توقفت في منتصف الطريق، وعندما قام بفصحها، وجد أن زيت المحرك قد نفد، رغم أنه كان مطمئناً بأنه لن يغيره لمدة أسبوع كما قال له بائع الزيت.

يلجأ خالد الخلف (35 عاماً)، من سكان الرقة، لاستخدام زيت “متوسط الجودة” لسيارته بسبب ارتفاع سعر الزيت الأصلي، “ذاك لا قدرة لي على شرائه”.

ويعاني أصحاب سيارات في الرقة من “رداءة جودة” زيت المحركات، بالإضافة إلى تفاوت أسعاره “والغش” من قبل أصحاب معامل الزيوت، مما يسبب لهم خسائر مادية وأعطالاً كثيرة في سياراتهم.

لم يكن يعلم “الخلف” أن فرق السعر بالزيت، قد يكلفه تبديل قطع المحرك، فقد ضمن له البائع “الجودة” بأنها أقل من الأصلي بقليل.

وعند ذهابه لتغيير زيت لسيارته، يُقال للرجل إن هذه المرة الزيت أصلي، ولن يغيره مرة أخرى حتى مسافة 4 آلاف كم، ولكن في كل مرة يُفاجئ بأن المسافة تكون أقل من 1500كم، ليعود مرة أخرى لتغييره.

ويقول لنورث برس، إنهم كأصحاب سيارات لديهم معاناة كبيرة مع زيت المحركات، إذ أصبح له نوعيات عديدة، “ولكن كلها مكررة في معامل الزيوت وعليها إضافات، أي أنها مغشوشة لا تصلح للسيارات”.

وما يفاقم معاناة “الخلف” هو تفاوت الأسعار في السوق، حيث يبيع كل شخص بسعر يختلف عن الآخر، وجميعها مرتبطة بالدولار، فقد يكون سعر الليتر عند أحدهم دولارين في حين يبيعه الآخر بأربعة دولارات، ناهيك عن الأعطال التي قد يسببها الزيت “الرديء” للسيارة.

ويطالب الرجل بمراقبة أصحاب معامل ومحال الزيوت حتى يُمنع التلاعب بالمادة وتفاوت أسعارها.

وتجبر القدرة الشرائية البعض من أصحاب السيارات في الرقة، على استخدام زيت بأسعار منخفضة، حتى مع علمهم أنه قد يكون رديئاً ولن يدوم لمدة طويلة.

وكسابقه يشتكي علي الجرجب (53عاماً)، من سكان الرقة، من سوء جودة الزيت الذي يستخدمه لسيارته، ويضطر لتبديله مراراً، لأنه يلجأ للأقل تكلفة لعدم قدرته على شراء الأصلي.

يقول الرجل لنورث برس، إن أصحاب المعامل في الرقة يقومون بتكرير “الزيت المحروق”، ويضيفون عليه بعض المواد ويعيدونه إلى السوق، لبيعه بأسعار عالية على أنه زيت أصلي، “تمشي به السيارة 4آلاف كم، ولكنها في الواقع لا تمشي أكثر من 1500”.

وعلى الرغم من معرفته بالزيت الذي يضعه لسيارته، أنه ليس بعالي الجودة، لكن يضطر “الجرجب” لذلك، بسبب غلاء الزيوت الأصلية وسعرها لا يناسب قدرته المادية، وفقاً لقوله.

ويرى عبد الملك العلي (20 عاماً)، من سكان الرقة، وصاحب محل لبيع الزيوت، أن أصحاب السيارات أصبحوا يلجؤون لوضع “زيت التقليد”، أو الوسط، بسبب غلاء أسعار الزيت الأصلي الذي “يكفله بائعو الزيوت”.

ويتراوح سعر علبة الزيت الأصلي 4 كيلو، بين 20 و30 دولاراً، وأغلبية سائقي السيارات ليس لديهم القدرة على شرائه، الأمر الذي يسبب لهم أعطالاً كثيرة وبشكل مستمر، بينما قد لا يتجاوز سعر بقية الأنواع 25 ألف ليرة، يقول “العلي”.

ويضيف لنورث برس، أن بعض معامل الزيوت تقوم بتكرير المادة، ووضع بعض الإضافات عليها وبيعها بالسوق بسعر أقل من الزيت الأصلي، وذلك لكثرة الطلب عليه من قبل أصحاب السيارات.

تحرير: أحمد عثمان