غياب الدعم والبنى التحتية يُجبر رياضيين بدير الزور على ترك شغفهم

إيمان الناصر – دير الزور

يحاول أن يمارسه أحمد، شغفه في الرياضة، لكن الافتقاد لبنية تحتية في قريته بدير الزور يمنعه من ذلك، حيث تفتقد لملاعب حتى الشعبية منها.

يقول أحمد السالم وهو في العشرينيات من عمره، ويسكن في قرية سفيرة تحتاني 12كم غربي دير الزور، إنه كان يمارس الرياضة منذ 10 سنوات خلت، لكنه الآن لا يستطيع ممارستها بسبب غياب الدعم لقطاع الرياضة في دير الزور.

ويعاني القطاع من قلة الدعم رغم وجود رياضيين في دير الزور، وعدد كبير من الشباب المهتمين بالرياضة، حيث تفتقر المنطقة لمنشآت رياضية يمكن لمحبيها ممارسة شغفهم، بالإضافة لغياب الدعم عن الرياضيين الذين باتوا يبحثون عن تأمين معيشتهم.

ترك “السالم” حلمه بأن يصبح رياضياً، واتجه للعمل لتأمين معيشة أسرته، رغم أنه منتسب للاتحاد الرياضي في دير الزور، لكن غياب الدعم المادي من الاتحاد دفعه لترك الرياضة.

يقول لنورث برس: “لا يوجد أي دعم للرياضيين في المنطقة لا معنوي ولا مادية، وهذا أثر بشكل كبير على الرياضة، حيث أن اللاعبين لا يوجد لهم رواتب، أو أي دخل آخر، وهذا ما شكّل أزمة كبيرة ليترك معظمهم الرياضة”.

ويضيف: “هناك نقص في عدد الملاعب، بالإضافة لعدم وجود أي منشآت وقد طالبنا ضمن الفترة الماضية بتقديم دعم أكبر، ولكن لا يوجد أي استجابة”.

كذلك ترك علي الخلف (25عاماً)، وهو من سكان قرية محيميدة 10كم غربي دير الزور، منذ عامين الرياضة، وبات يعمل سائقاً على سرفيس، رغم أنه من المهتمين بها، وما دفعه لذلك “قلة الدعم وغياب الإمكانات بالإضافة للظروف المعيشية الصعبة”.

ويعاني سكان دير الزور من صعوبات معيشية نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، والتي أدت لارتفاع كبير في الأسعار، وتضخم في الأسواق، خاصة أن غالبيتهم يتقاضى أجرته أو مقابل خدماته أو منتجاته بالليرة السورية.

ورغم انتساب إبراهيم الحسن، وهو من سكان قرية الطار 12كم غربي دير الزور، في العام 2020، للنادي الرياضي في قريته، إلا أن الأسباب السابقة منعته من ممارسة الرياضة ولعب المباريات.

ففي الفترة الماضية منعه ضعف الدعم من جميع النواحي من المشاركة، واتجه للعمل في محله لتوفير دخل جيد له ولعائلته، “لوكان هناك دعم حقيقي للمجال الرياضة مع وجود الرياضيين لأصحبت دير الزور على مستوى كبير جداً، حيث يوجد مواهب، ولكن الظروف المعيشية تجبرهم على ترك الرياضة”.

وقال عبد الحميد عضو المجلس الرياضي في دير الزور، إن قطاع الرياضة مقتصر فقط على كرة القدم وكرة الطائرة، حيث أدى نقص الدعم لتراجعها أيضاً وتوقف أنشطة رياضية أخرى.

وأضاف أن قلة المنشآت الرياضية من ملاعب وغيرها، بالإضافة لقلة التجهيزات، أدت لتوقف الرياضة وبعض النشاطات كدوري كرة القدم للرجال.

وأشار إلى أن “هناك لاعبين وخبرات كافية وبعدد كبير وعلى جميع المستويات ولكن الدعم المادي هو السبب الرئيسي في قلة الأنشطة والمشاركات في دير الزور بالإضافة إلى أن منظمات المجتمع المدني لم توجه أي دعم للرياضة في المنطقة”.

وطالب “الحميد” بتفعيل مدرسة رياضية لاكتشاف المواهب وتدريب الأطفال، ودعم لجنة الرياضة بالمعدات اللازمة وتأمين مواصلات لمشاركة فرق دير الزور بالأنشطة في المناطق الأخرى، وكذلك تجهيز ملاعب وتوفير دعم مادي “حقيقي” لتحسين واقع الرياضة، وإقامة دورات تدريبية.

تحرير: أحمد عثمان